رسائل "بيرل بيتش" بالصومال.. خبراء يحذرون من طرق "الشباب" باب البحر
ثغرة في جدار الصد الصومالي تمكنت من خلاله حركة "الشباب" من تنفيذ استعراض للقوة ألقى بظلاله على مسار الحرب الشاملة.
وقبل نحو عام شنت الحركة هجوما دمويا على فندق في العاصمة مقديشو أعلنت على إثره السلطات بدء الحرب الشاملة على التنظيم الإرهابي.
وحشدت السلطات دعم العشائر وحققت منذ أغسطس/آب الماضي نجاحات غير مسبوقة في عمر الصراع مع الحركة الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
ومنذ ذلك الوقت ساد هدوء نسبي العاصمة الصومالية، قبل أن تشن الشباب هجومها المباغت على فندق يطل على شاطئ ليدو شمالي العاصمة.
وأربك الهجوم حسابات السلطات الأمنية وكشف أن التحسن الأمني ما زال يحتاج إلى مزيد من الجهود، خاصة مع قرب انسحاب القوات الأفريقية الداعمة وتولي الجيش الصومالي مسؤولية تأمين البلاد.
وخلف الهجوم على فندق "بيرل بيتش" 9 قتلى بينهم 6 مدنيين و3 عسكريين وإصابة 10 آخرين.
ويرى خبراء أمنيون تحدثوا لـ"العين الإخبارية" أن ما حدث يعد اختراقا خطيرا يجب بعد تقييمه تعديل الأوضاع والخطط الأمنية بشكل أسرع لحماية العاصمة من سلسلة هجمات انتحارية يجري الإعداد لها حتما.
ويقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي إن الهجوم أرسل رسائل، مفادها بأن حركة الشباب تريد أن تقول ما زلنا قادرين على ضرب مقديشو من الداخل.
ويعتقد المحلل الأمني أن البلاد تمر بحالة حرب وتراهن حركة الشباب على تنويع أساليب وتطوير تكتيكات جديدة مثل الهجمات على قواعد الجيش والقوات الأفريقية.
وتماشياً مع قرار الأمم المتحدة رقم 2670، من المتوقع أن تقوم بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال (ATMIS) بسحب 2000 جندي بحلول 30 يونيو/حزيران الجاري، في تسليم تدريجي للمسؤوليات الأمنية إلى قوات الأمن الصومالية في تنفيذ خطة الانتقال البلاد.
ويرى حاشي أن الهجوم يبرهن على أن الخلايا النائمة في المدن الكبرى قد استحدثت أساليب للتأقلم مع الضغوط الحكومية.
ورغم ذلك يسلم حاشي بأن معركة القضاء على الإرهاب صعبة ومعقدة للغاية، لتغلغل عناصره في النسيج المجتمعي وهشاشة النظام الأمني.
ويرى الخبراء الأمنيون أن الحكومة الصومالية بحاجة ماسة إلى تعميق صلاتها بالسكان وكسب ثقتهم لتحقيق قدرة أكبر على الكشف المبكر عن الهجمات.
وحذر الخبراء من لجوء المتطرفين إلى استخدام انتحاريين بعد فشل استراتيجية السيارات المفخخة التي كانت تستخدمها حركة الشباب في هجماتها السنوات الماضية.
ويشدد الخبير الأمني على أن المساءلة القانونية والمحاسبة بين الأجهزة الأمنية طوق نجاة من الهجمات التي تستهدف المجمعات الشعبية والرسمية.
ويرى مسؤولون أمنيون سابقون أن الهجمات التي تستهدف المتنزهات والفنادق والمقاهي في شواطئ مقديشو تكررت ويجب تعلم الدرس والحذر من استخدام خطط جديدة للإرهابيين الذين قد يستخدمون البحر كبوابة لعبور عبر الزوارق، مطالبين بوضع خطط لمواجهة هذا السيناريو.