أوغندا تكشف سر مجزرة "بولو مرير" في الصومال
خطأ فادح كشفت عنه القوات الأوغندية كان سببا في زيادة ضحايا هجوم إرهابي لحركة الشباب على معسكر لها بالصومال.
وقالت قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في الصومال إنها أبلغت الجنرال موهوزي كاينيروغابا -ابن الرئيس الأوغندي- بأن الهجوم الأخير الذي شنته حركة الشباب الإرهابية على قواتها في الصومال والذي أسفر عن مقتل 54 جنديا كان سببه اعتقاد القوات أن الإرهابيين عبارة عن مزارعين يقومون بري حدائقهم.
واجتاحت حركة الشباب قاعدة قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في بولو مرير، في 26 مايو/أيار الماضي فجرا.
وتقع القاعدة التي تعرضت للهجوم على طول نهر شابيلي في منطقة شبيلي السفلى التي تبعد أكثر من 120 كيلومترا عن العاصمة الصومالية مقديشو.
محافظة شبيلى السفلى معرضة للجفاف ولكنها تعتبر مركزا زراعيا في الصومال.
ويعتمد المزارعون على المياه من نهر شابيل لري محاصيلهم باستخدام الحمير والجرارات في الغالب في الساعات الأولى من الليل.
وأوضح جنود قوات الدفاع الشعبية الأوغندية للجنرال موهوزي الذي سافر إلى هناك في عطلة نهاية الأسبوع أنهم حتى يوم 26 مايو/أيار، تأخروا في الرد على الهجوم الإرهابي معتقدين أن عناصر الحركة الإرهابية هم مزارعون يسحبون المياه لري محاصيلهم.
وأدى هذا الخطأ في التقدير إلى تأخر القوات في الرد، معتقدة أن الأضواء في الحدائق كانت من المزارعين، كما جاء في بيان للعقيد ديو أكيكي، نائب المتحدث باسم قوات الدفاع الشعبية الأوغندية جزئيا.
وتشير التقارير إلى أنه قبل الهجوم كان المزارعون يعملون بالقرب من قاعدة قوات الدفاع الشعبية الأوغندية في ساعات الليل لري المحاصيل.
وكشفت القوات الأوغندية أنه كان لديها معلومات استخباراتية مسبقة حول هجوم محتمل لحركة الشباب، كما أكد الجنود الناجون من الهجوم أن المعلومات الاستخباراتية كانت متاحة لكنهم كانوا مرتبكين بسبب أنشطة المزارعين في المنطقة.
ومنذ ذلك الحين، أخبر الجنرال موهوزي الجنود الأوغنديين في الصومال أن قيادة الجيش حددت نقاط ضعف تكتيكية وخارجية استكشفتها حركة الشباب للهجوم على معسكر بولو مرير.
ويشير البيان إلى أن الجنرال الأوغندي حذر القوات من عدم الاسترخاء بسبب الانسحاب المرتقب للبعثة الانتقالية الأفريقية في الصومال (ATMIS) وطالبهم بالاستعداد والجاهزية.
وقال موهوزي إن "عمليات الانسحاب إذا لم يتم التخطيط لها بشكل جيد يمكن أن تسبب الكثير من الضرر، أكثر من أي مرحلة أخرى من العملية، لا تتردد في اتخاذ القرارات، التردد خطير جدا"، مضيفا أن "عدم اتخاذ القرار في الوقت المناسب يؤدي تلقائيا إلى الموت".
وتدعي حركة الشباب أنها قتلت 137 جنديا أوغنديا، فيما قال الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني إن عدد القتلى يبلغ 54.
وأثار الهجوم الإرهابي عددا من التساؤلات عن الأسئلة هو سبب استرخاء القوات الأوغندية على الرغم من حقيقة أن حركة الشباب نجحت في مهاجمة مقار سابقة وقتلت 9 جنود، وقتلت 60 من عناصر القوات البوروندية في هجوم سابق.
وبحسب الضابط بالقوات الأوغندية العميد فيليكس كولايجي فإن جميع الأشخاص الذين كان من الممكن أن يكشفوا عن سبب عدم استعدادهم للقوات للهجوم الإرهابي، في ظل وجود المعلومات الاستخباراتية، قتلوا في الهجوم.
وفقدت أوغندا في ذلك الهجوم القائد الأعلى للمعسكر اللفتنانت كولونيل إدوارد نيورور.