لنزع فتيل الأزمة مع إثيوبيا.. رئيس الصومال بإريتريا وزيارة مرتقبة لمصر
زيارة عمل رسمية لتنسيق المواقف وتعزيز العلاقات ونزع فتيل الأزمة مع إثيوبيا، بدأها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، إلى إريتريا، الإثنين، لإجراء محادثات مع الرئيس أسياس أفورقي.
وفق بيانات رسمية صومالية-إريترية ستناقش الزيارة، التي تستغرق يومين، تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
- مقديشو تلغي اتفاقية بحرية بين إثيوبيا وأرض الصومال
- أول تعقيب من الاتحاد الأفريقي على «التوتر» بين إثيوبيا والصومال
وقال مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الصومالية، لـ"العين الإخبارية"، إن "الرئيس حسن شيخ سيناقش مع الرئيس الإريتري الضغط على إثيوبيا للتراجع عن مذكرة التعاون"، التي تقول مقديشو إنها "تمس سيادتها".
وكشف المصدر نفسه أن "الرئيس الصومالي سيطلب من إريتريا بناء قوة بحرية صومالية وإعدادها في فترة قياسية من أجل إعادة القوات البحرية الصومالية، بعد رفع حظر الأسلحة المفروض على الصومال ووجود تهديدات حقيقية على الأمن البحري الصومالي".
دعوة لزيارة مصر
وتزامنا مع الزيارة، أعلن قصر الرئاسة "فيلا صوماليا" في مقديشو تلقي الرئيس حسن شيخ محمود دعوة رسمية من نظيره المصري عبدالفتاح السيسي لزيارة مصر.
وقالت الرئاسة الصومالية، في بيان، اطّلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه: "استضاف الرئيس حسن شيخ محمود، الأحد 2024، وفداً رفيع المستوى من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، بقصر الدولة في مقديشو".
وبحسب البيان، فقد نقل الوفد المصري المفوض من الرئيس السيسي دعوة رسمية للرئيس حسن شيخ لزيارة مصر.
وخلال الاجتماع، أكد الوفد دعم الرئيس السيسي الثابت لسيادة الصومال ووحدته وسلامة أراضيه، كما شدد الوفد على الأهمية القصوى لاحترام هذه المبادئ الأساسية والإعلان بحزم عن معارضة أي أعمال من شأنها التعدي عليها.
وجدد الوفد المصري، وفق بيان الرئاسة الصومالية، التزام الرئيس السيسي الثابت بتعزيز العلاقات الأخوية بين مصر والصومال في كل المجالات ذات المنفعة المشتركة.
وردا على ذلك، أعرب الرئيس حسن شيخ محمود عن خالص تقديره للوفد على زيارتهم في الوقت المناسب ونقل دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي، مؤكدا "أهمية تعزيز أواصر العلاقات التاريخية بين البلدين".
الموقف المصري المساند للصومال تجسد في مكالمة هاتفية جمعت السيسي وشيخ محمود لتأكيد وقوف مصر إلى جانب الصومال في احترام سيادته، في حين أصدرت الخارجية المصرية بيانا شددت فيه على خطورة أي تحركات تستهدف سيادة مقديشو.
جاءت هذه التحركات الدبلوماسية بين القاهرة ومقديشو عقب توقيع مذكرة تفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال للوصول إلى منفذ بحري في البحر الأحمر في 1 يناير/كانون الثاني الجاري.
تنسيق المواقف
وحول تحركات الرئيس الصومالي، يقول المحلل السياسي الصومالي محمد نور، لـ"العين الإخبارية"، إن "زيارة الرئيس حسن شيخ إلى إريتريا تأتي في إطار جولة إقليمية موسعة لتقديم الرؤية الصومالية تجاه الأزمة مع أديس أبابا والعمل على احتواء التوتر في إطار سياق إقليمي يخدم استقرار المنطقة".
واعتبر نور أن "الدعوة المصرية تأتي بهدف تنسيق الدبلوماسية بين مقديشو والقاهرة للعمل على المصالح المشتركة ومساعدة الصومال في حماية ما يعتبره إضرارا لسيادته ووحدة أراضيه ورفض سياسة فرض الأمر الواقع".
وبحسب نور فإن "شيخ محمود يسعى إلى بناء جبهة إقليمية موحدة ضد مذكرة التفاهم، بعد توحيد المسار السياسي والشارع الصومالي في الرفض الصريح وتوقيع قانوني رسمي يلغي المذكرة بشكل قانوني".
ويتوقع المحلل السياسي بأن "جهود شيخ محمود قد تنجح في نزع فتيل الأزمة بين إثيوبيا وبلاده واحتوائها في إطار مصلحة استقرار المنطقة وتحييد التهديدات الأمنية".
إثيوبيا وأرض الصومال
وترامنا مع هذه الزيارات، أعلنت إثيوبيا أنها أجرت، الإثنين، محادثات بشأن التعاون العسكري مع أرض الصومال، بعد أسبوع على توقيع اتفاق مع أثار توترات في منطقة القرن الأفريقي بعدما منح أديس أبابا منفذا إلى البحر الأحمر.
وعقدت المحادثات في أديس أبابا في اليوم الذي بدأ فيه الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود زيارة إلى إريتريا المجاورة.
وعلى الرغم من التوتر السائد إقليميا ودوليا جراء هذه الاتفاقية بحث قائد الجيش الإثيوبي برهانو جولا، الإثنين، "التعاون العسكري" مع قائد القوات المسلحة لأرض الصومال نوح إسماعيل تاني، وفق بيان نشرته القوات المسلحة الإثيوبية على فيسبوك.