الأمن والسياسة والاقتصاد.. ثمار في "سلة الصومال" بواشنطن
مكاسب أمنية وسياسية واقتصادية حققتها زيارة الرئيس الصومالي إلى واشنطن، تعزز مسار بلد يخوض حربا شرسة ضد الإرهاب ويواجه معضلة الجفاف.
ومؤخرا، أجرى الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود زيارة رسمية إلى واشنطن، التقى خلالها مسؤولين أمريكيين بارزين يتقدمهم وزراء الدفاع والخارجية والأمن الداخلي والخزانة، بالإضافة إلى مستشار الأمن القومي وقادة المؤسسات المالية الدولية البنك والنقد الدوليين.
وحمل شيخ محمود ملفات من بينها الأمن والاقتصاد والجفاف، خلال مناقشاته بحثاً عن مساعدة أمريكية قد تحقق أهداف ولايته بالوصول إلى "صومال مستقر".
وذكر الرئيس الصومالي، في تصريحات صحفية، أن إنقاذ البلاد من المجاعة والإرهاب كانت مركز مباحثاته مع المسؤولين الأمريكيين.
وقال إن حكومته ستتبنى سياسة جديدة في الحرب على الإرهاب، لافتا إلى إقناع الأمريكيين في مضمون هذا التوجه الجديد، وتعهدهم بدعم منقطع النظير لإدارته في كسر شوكة الإرهاب.
وشهدت العلاقات الثنائية بين مقديشو وواشنطن فتورا شديدا ضرب جهود محاربة الإرهاب واستقرار الصومال السياسي والأمني، بلغ ذروته بسحب القوات الأمريكية مطلع يناير/ كانون ثاني 2021 بسبب سياسات الرئيس السابق محمد عبدالله فرماجو .
مكاسب
وخلال الزيارة الأخيرة التي وصفها مدير القصر الرئاسي بالصومال بالناجحة والمثمرة، حقق الصومال عدة مكاسب وفق خبراء أمنيين وسياسيين تحدثوا للعين الإخبارية.
ويقول المحلل الأمني عبدالرحمن حاشي، إن زيارة شيخ محمود إلى واشنطن ولقائه مع عدد من المسؤولين بهذا الحجم مؤشر بعمق الزيارة.
ويعتبر أن كسب الرئيس الصومالي ود الإدارة الأمريكية وإقناع سياسات محاربة الإرهاب في غضون أربعة أشهر فقط نجاح مرحلي للخطط الأمنية للصومال .
ويرى "حاشي" بأن هناك تطابق رؤى بين الصومال وأمريكا لهزيمة الإرهاب في الصومال وفق سياسات فكرية واقتصادية جديدة واستغلال الانتفاضة الشعبية ضد الإرهاب .
كما أشار إلى وجود حذر كبير من جانب الولايات المتحدة حول المسؤولين في مجال الأمن والدفاع بدبي الصومال حيث لم يضم وفد الرئيس شيخ أي مسؤول أمني صومالي.
وطالب الخبير الأمني بضرورة حصول المسؤولين الأمنيين الصوماليين مثل وزيري الدفاع والأمن، ورئيس المخابرات ومستشار الأمن القومي، على ثقة واشنطن من أجل تعاون أوثق مع الحليف الأكبر في الحرب على الإرهاب.
زخم بالعلاقات
وعلى المستوى السياسي، يقول المحلل السياسي الصومالي محمد نور لـ" العين الإخبارية"، إن زيارة شيخ محمود أكسبت العلاقات دفئا كبيرا، وأن هناك رغبة أمريكية جامحة في تعزيز المسار الديمقراطي في الصومال الذي اهتز بسبب محاولات النظام السابق في التمديد غير القانوني.
ويرى "نور " أن الولايات المتحدة ستتبنى مبادرات من شأنها تعزيز المؤسسات الحكومية وتمويل جهود ضبط الأمن لإبعاد أي محاولة من أي قوى دولية أخرى للدخول في المعترك السياسي الصومالي خاصة روسيا والصين في ظل الصراع المحتدم في الحصول على قواعد عسكرية في منطقة القرن الإفريقي .
ويعتقد بضرورة استفادة الصومال من الاهتمام الأمريكي والخطوات الإيجابية التي تتخذها واشنطن حيال مقديشو أولا لكسر الإرهاب وإنقاذ البلاد من المجاعة التي تهدد نصف الشعب الصومالي وفق آخر التقارير الأممية .
وفيما يتعلق، بالجفاف قدمت الولايات المتحدة نحو 700 مليون دولار أمريكي لإنقاذ البلاد من المجاعة عبر منظمات أممية وأمريكية وفق السفارة الأمريكية لدى مقديشو، أكثر من 95% من المساعدات المالية جاءت بعد انتخاب رئيس الصومال حسن شيخ محمود.
ويرى متابعون أن الولايات المتحدة أضحت أكثر اهتماما في أي وقت مضى في الشأن الصومالي سواء على الصعيد السياسي والأمني ما يعزز فرص تعافي الصومال من أزمات مدمنة منها انعدام الأمن، عدم الاستقرار السياسي والأزمات الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف.