عشائر الصومال تعلن الحرب على "الشباب".. هل يفي شيخ محمود بوعده؟
بعد أيام من هجوم إرهابي دام في مقديشو تعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بإطلاق حرب شاملة ضد حركة الشباب الإرهابية.
وفي خطاب حينها أعقب العملية التي راح ضحيتها العشرات حث شيخ محمود الصوماليين على تحمل تبعات الحرب على الإرهاب، متعهدا بالقضاء على التنظيم الإرهابي الذي روع البلاد لعقود.
وفي مؤشر على دخول الحرب الشاملة حيز التنفيذ بدأت العشائر الاستعداد لمعركة بعد وعود حكومية بتوفير الدعم اللازم.
وتعهدت الحكومة الصومالية بتوفير التدريب والذخائر والدعم الطبي والمعنوي لتحرير كل عشيرة مناطقها من التنظيم الإرهابي الذي يبسط سيطرته على مناطق واسعة في جنوب ووسط البلاد.
ويرى مراقبون أن انضمام العشائر للحرب على الإرهاب لم يأت فقط نتيجة الوعود الحكومية بتوفير الدعم وإنما جاء على خلفية تبرؤهم من التنظيم الإرهابي الذي فرض إتاوات على أبناء العشائر واستهدافهم وتدمير آبار المياه في ظل أزمة جفاف تتفاقم يوما بعد يوم.
وبدأ وعي الانتفاضة يسيطر على خطاب زعماء العشائر لكن عمليا بدأت العشائر القاطنة في ولايات غلمدغ وهيرشبيلى وجنوب غرب الصومال المعركة على الأرض.
وكانت حركة الشباب الإرهابية قد استهدفت خلال أشهر ماضية بشكل خاص المناطق التي تسكنها تلك العشائر وتعرضت الهزائم قاسية حيث استولى السكان على السلاح للدفاع عن مناطقهم ونجحت مرحليا في ذلك.
وبعد فشل التنظيم الإرهابي في سيطرة تلك المناطق بدء عدوانه على مرافق الحياة واستهداف الأعيان المنحدرين من تلك العشائر انتقاما من رفضهم تسليم مناطقهم إلى الجماعة الإرهابية.
وساهمت القوات القبلية بشكل فعال في تحرير نحو 24 بلدة إضافة إلى مقتل أكثر 150 إرهابي .
وحول مشاركة العشائر في الحرب الشاملة على الشباب الإرهابية، قال سلطان موليد الشيخ، زعيم عشائري بارز، لـ"العين الإخبارية" إنه يقود أبناء عشيرته في القتال لتحرير جميع المناطق التي تسكنها والتي تخضع لسيطرة الحركة".
وحذر سلطان موليد من التقاعس عن اغتنام الفرصة التي لا تتكر، داعيا إلى الاستفادة منها لإنهاء إراقة الدماء المستمرة منذ أكثر من عقد كامل بسبب الإرهاب.
وأوضح سلطان أنه من الآثار التي لم تتكشف بعد والمترتبة على انخراط العشائر في القتال ضد داعش تراجع الاشتباكات العشائرية حيث يجري حاليا توجيه الجهود إلى القضاء على الإرهاب.
ودعا سلطان العشائر الأخرى الى النهوض وتحرير مناطقها عبر التنسيق مع الحكومة الفيدرالية والولايات الإقليمية لتقليل الانفلات الأمني فيما بعد القضاء التنظيم الإرهابي.
من جهته، قال المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي لـ"العين الإخبارية" إن تاريخ الانتفاضات العشائرية في الصومال مشهود لها سواء في إطار الحرب على الاستعمار أو جهود الدفاع عن حدود البلاد".
واعتبر الخبير الصومالي أن دخول العشائر المعركة ضد الإرهاب يعني بداية النهاية للتنظيمات الإرهابية، مطالبا السلطات بتوفير الذخيرة للعشائر التي تملك بالفعل السلاح اللازم.
وأشار حاشي إلى أن نقطة تفوق العشائر اتخاذها تكتيكات مشابهة لتكتيكات الشباب وهو أمر لا يستطيع الجيش النظامي بحكم تكوينه القيام به.
وشدد على ضرورة تبني الحكومة سياسات تدفع العشائر لتحرير مناطقها عبر توفير امتيازات في المناطق المحررة مثل إيصال الخدمات الأساسية وتقديم خدمات صحية وتعليمية إضافة إلى تنمية الزراعة.