بناء الجيش الصومالي على مائدة مؤتمر دولي بنيويورك
تستضيف قاعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ،الثلاثاء، مؤتمراً دوليًا حول الملف الأمني في الصومال بقيادة الحكومة الصومالية.
ووصل الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود فجر اليوم إلى نيويورك لرئاسة أعمال المؤتمر، الذي ستشارك به 26 دولة إضافة إلى الاتحادين الأفريقي والأوروبي، وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وفق ما أعلنته الرئاسة الصومالية.
ويناقش المؤتمر 3 أجندات رئيسية تحديات وإنجازات الأجهزة الأمنية الصومالية، خطة تطوير أمن الصومال وتنسيق الدعم الدولي في مجالي الأمن والتنمية في البلاد.
وقال مصدر رفيع المستوى في الرئاسة الصومالية لـ"العين الإخبارية" إن المؤتمر سيتطرق إلى بناء الجيش الصومالي، وتسليحه، وتدريبه والخطة ما بعد مغادرة قوات حفظ السلام الأفريقية في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وكشف المصدر عن أن المؤتمر يحظى بدعم لجنة خماسية دولية تشكلت مطلع العام الجاري لدعم وتنسيق مجالات الدفاع والأمن والتنمية وتضم الإمارات، وقطر، وتركيا، وبريطانيا والولايات المتحدة.
وبحسب المصدر فإن المؤتمر سيطرح خارطة طريق لمدة 5 سنوات حتى 2027 تتناول سبل دعم وتمكين الجيش الصومالي ودعم دفع الراتب وتشكيل جيش قادر على حماية الصومال وتوحيد الجهود الدولية في هذا السياق.
وبعد انتهاء أعمال المؤتمر سيعقد الرئيس الصومالي حسن شيخ مؤتمراً صحفيا في مقر الأمم المتحدة للحديث عن أهمية دعم الصومال في كافة المجال ومحورية تنسيق الجهود الدولية وتعليق مخرجات المؤتمر وفقا للرئاسة الصومالية.
كما سيتوجه الرئيس حسن شيخ إلى العاصمة الأمريكية واشنطن غدا الأربعاء للمشاركة في احتفال إعلان إعفاء الديون عن الصومال رسميا بعد استيفاء كافة الشروط ووصول نقطة الإنجاز.
ومن المتوقع إعفاء الصومال عن ديونه الخارجية التي تصل نحو 5 مليارات دولار أمريكي بعد سنوات من إصلاحات اقتصادية تحت المراقبة الدولية بحسب وزارة المالية الصومالية.
وقال المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي لـ"العين الإخبارية" إن المؤتمر الدولي لدعم الأمن في الصومال خطوة تأتي في ظرف حساس بالنسبة للصوماليين وحاجتهم إلى دعم دولي موحد في هذا المجال أكثر من أي وقت.
وأضاف حاشي أن "رفع حظر الأسلحة المفروض على الصومال وحاجته إلى التسليح والتدريب لتأهيل جيش وطني محترف يتطلب تكاتف الدول الفاعلة في المشهد الصومالي".
وأوضح أن هذه الرغبة من اللجنة الخماسية لدعم الصومال، تبعد البلاد عن الاستقطاب في مرحلة بناء الجيش.
وأكد الخبير الأمني أن الصومال سينجح في استخراج صيغة دولية متفقة من كافة القوى المؤثرة الاقليمية والدولية على التراب الصومالي للنهوض من جديد، وطرح خارطة طريق لمدة 5 سنوات تعزز الأمن والاستقرار السياسي في البلاد التي أنهكتها الصراعات.
وأشاد بقدرة الرئيس الصومالي على توجيه الجهود الدولية والدول الصديقة بهدف أسمى يخدم مصالح الصومال وحلفائها التقليديين والدعمين خلال العقود الماضية.
وأعرب عن اعتقاده أن هذه الإنجازات الاستثنائية ثمرة يجنيها الصومال من جهود الحرب على الإرهاب بعد عمليات عسكرية لم تتوقف منذ أغسطس/آب 2022.
وأشار إلى ضرورة دفع العمليات العسكرية من جهة وبناء الجيش من جهة أخرى، والاستفادة بأقصى قدرة ممكنة من الإجماع الدولي الذي قد لا يتكرر في حال عدم استفادة الفرصة الذهبية المواتية.