الصومال يهزم "الشباب" في ميدانها المفضل.. هل يحرمها من "آلة القتل"؟
متجاوزا "أخطاء" الماضي، حاول الصومال مبارزة حركة الشباب في ميدانها المفضل، ليقطع عليها الطريق في تنفيذ عملياتها الإرهابية التي تتخذ من شهر رمضان موعدا لها.
ودأبت حركة الشباب الإرهابية عبر خلاياها النائمة على شن هجمات "دموية" بهدف زعزعة استقرار العاصمة الصومالية في كل رمضان، مما جعل من أمن مقديشو هاجسا يؤرق المواطنين والحكومة في آن.
فمن هجمات بقذائف الهاون على المواقع السكنية والأمنية والحكومية، مرورا بتكثيف جرعة الاغتيالات، إلى تنفيذ هجمات انتحارية ضد أهداف مدنية ورسمية، تنوعت الهجمات الإرهابية التي تشنها الحركة على الأهداف المختلفة بالعاصمة الصومالية.
إلا أن السلطات الصومالية حاولت "تجاوز أخطاء الماضي"، وقطع الطريق على إرهاب حركة الشباب، فدشنت خطة أمنية لمنع نجاح أنشطة التخريب "الإرهابية"، خاصة في شهر رمضان.
تلك الخطة التي كشف ملامحها مفوض شرطة مقديشو العقيد معلم مهدي عمر مومن، تضمنت تغيير قادة قطاعات الشرطة الكبرى الشرقية، الأوسط والغربية، وإقالة عدد من قادة شرطة مراكز المديريات منها دينيلي، هولوداغ، وإبري، بالإضافة إلى إجراء تعديلات مؤثرة أخرى في هيكل شرطة العاصمة.
إحباط الخطط
وكجزء من الخطة الأمنية، تنظم مفوضية شرطة إفطارا جماعيا لقيادات الأمن، ومسؤولي السلطات المحلية والسكان في المناطق الأكثر توترا في العاصمة، لتوفير أجواء رمضانية آمنة، وبناء الثقة المتبادلة بين أجهزة الأمن والمدنيين، وإحباط خطط الإرهابيين والعصابات الإجرامية الأخرى.
ولمتابعة خطة تأمين العاصمة، ترأس رئيس الوزراء الصومالي حمزة بري اجتماعا أمنيا في مكتب الأمن القومي، حضره قيادات أمنية رفيعة المستوى، أبرزها عمدة مقديشو ونائبه في الشؤون الأمنية قائد الشرطة الفيدرالية الجنرال صلب أحمد، مفوض شرطة مقديشو، ومسؤول مخابرات العاصمة، إضافة إلى مستشار الأمن القومي حسين الشيخ علي والمستشار الأمني لرئيس الوزراء كمال طاهر غوتالي.
وفيما طرح خلال الاجتماع أمن العاصمة في شهر رمضان وخطة ضبطه، اتفق المسؤولون الأمنيون على تشديد الإجراءات الأمنية.
وأصدر رئيس الوزراء حمزة بري تعليمات للسلطات الأمنية بضرورة التزام الأجهزة الأمنية وبلدية مقديشو بمزيد من اليقظة والحذر، حتى لا تتاح للعناصر "الإرهابية" فرصة للنيل من المواطنين.
نقاط تفتيش
ورغم أن السلطات الرسمية لم تنشر تفاصيل خطة أمن العاصمة في رمضان، لكن مظاهرها شملت انتشارا واسعا لقوات الأمن، وإقامة نقاط تفتيش جديدة، وإجراء عمليات أمنية خاطفة، وتشديد دخول السيارات إلى منافذ العاصمة مقديشو.
وإلى ذلك، قال المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن استعداد الأجهزة الأمنية لضبط أمن مقديشو سار كما هو مخطط حتى دون حدوث اختراق حتى الآن.
وأوضح المحلل الأمني أن تراكم الخبرات لدى أجهزة الأمن "منحها تفوقا في إحباط خطط مليشيات الشباب في هذا الشهر"، مشيرا إلى أنها "نجحت في اغتيال متطرفين كانوا ينوون استهداف مواطنين، الجمعة الماضية".
ورغم ذلك، إلا أن المحلل الأمني حذر أن موجة العنف والإرهاب غالبا ما تصل ذروتها في منتصف الشهر، مؤكدا ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة، للتصدي بحزم للخلايا النائمة وتعزيز التعاون بين قوات الأمن والمواطنين.
واعتبر عبدالرحمن حاشي "مشكلة قذائف الهاون معضلة تؤدي لإزهاق أرواح المدنيين بشكل متكرر في مقديشو"، مشيرا إلى أنها "تتطلب حلا جذريا للتخلص من آلة القتل المفضلة لدى التنظيم الإرهابي".
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4yMjUg جزيرة ام اند امز