صدام جناحي الإرهاب بالصومال.. نعرة قبلية واقتتال على المواقع
تطور لافت فرض نفسه على العلاقة التصادمية بين جناحي التطرف والعنف في الصومال.. تنظيما داعش وحركة الشباب الإرهابية.
وسائل إعلام رسمية صومالية أزاحت الستار عن معارك ضارية جديدة بين الطرفين دارت في منطقة علمسكاد في سلسلة جبال غولس بمحافظة بري شمال شرق البلاد.
المواجهات البينية بين أضلع الإرهاب في الصومال أسفرت عن سقوط 46 قتيلا بينهم قيادات وعناصر من الطرفين، قبل تمكن الدواعش من السيطرة على موقع الاشتباكات، والتغلب على مسلحي حركة الشباب الإرهابية بالمنطقة.
وتعد العلاقة بين الطرفين تصادمية منذ ظهور تنظيم داعش في الصومال، بعد أن قام على أنقاض منشقين من حركة الشباب الإرهابية في عام 2015.
ويقود تنظيم داعش منذ تأسيسه قيادي إرهابي كان عضوا في حركة الشباب الإرهابية يُدعى عبدالقادر علي مؤمن، ويختبئ في المناطق الجيلية الواقعة شمال شرق الصومال لتأمين قياداته من ملاحقة أطراف دولية بقيادة الولايات المتحدة ومحلية بقيادة الحكومة له.
وعلى الرغم من استراتيجية الاختباء، لم تتمكن "العناصر الداعشية أو الشباب" من الهروب من عين الملاحقة، حيث قتلت واشنطن قياديا رفيعا يدعى بلال السوداني في 27 من يناير/كانون الثاني الماضي.
وفي 13 يناير/كانون الثاني الماضي تمكنت قوات الأمن الصومالية من قتل قائد عمليات تنظيم داعش فرع الصومال، في مواجهات مسلحة بولاية بونتلان شرقي البلاد.
فشل داعشي
وفق خبراء أمنيين فإن سقوط القيادات الداعشية واحدا تلو الآخر دليل دامغ على فشل قيادات داعش في الاختباء من المخابرات المحلية والدولية التي تلاحقهم.
ولم يستطع تنظيم داعش الإرهابي التوسع في الصومال، وفي المقابل لجأ إلى شن عمليات بحجم التي تنفذها حركة الشباب الإرهابية.
ويؤكد مسؤولون أمنيون صوماليون أن تنظيم داعش الإرهابي لا يشكل حاليا تهديدا لوجود الدولة الصومالية، لكنه سيبقى قنبلة موقوتة قد تنفجر في المستقبل.
وتكررت المواجهات بين مسلحي حركة الشباب وعناصر داعش، حيث يصطدمان مرتين على الأقل خلال العام الواحد منذ ثماني سنوات.
ومن أسباب ذلك انضمام منشقين من حركة الشباب الإرهابية لتنظيم داعش، حيث تلجأ الحركة لشن هجوم كبير عقب كل عملية انشقاق تحدث في صفوفها صوب الدواعش.
أما السبب الثاني لصدام جناحي الإرهاب بالصومال فيعود إلى محاولة داعش التمدد في مناطق جديدة، بينما تحاول حركة الشباب احتواءه في المناطق التي تتواجد بها حاليا لتملك وحدها عصا الإرهاب الأوسع انتشارا.
نزاعات قبلية
وما بين تحركات الطرفين تقف أسباب استراتيجية أخرى منها العصبية القبلية التي تنتشر بشكل كبير بين صفوف قيادات التنظيمين الإرهابيين.
المحلل العسكري الصومالي عبدالواحد محمود أكد لـ"العين الإخبارية" أن توقيت المواجهة بين الطرفين مكسب للحكومة الصومالية، التي تعمل على القضاء على حركة الشباب الإرهابية، موضحاً أن أي جبهة أخرى ضد الحركة تصب لصالح العملية العسكرية.
ويعتقد المحلل العسكري أن تفوق تنظيم داعش الإرهابي في بعض المواجهات من هذا النوع التي تحدث في معقلها أمر متوقع، حيث تتبع سياسة الدفاع ولم تبلغ بعد مستوى الهجوم.
ومن حيث الأهمية الاستراتيجية لميدان المعارك، قال عبدالواحد محمود إن سلسلة جبال غولس من أكثر المواقع تحصينا في الصومال؛ إذ يصعب اختراقها من قبل أي قوة مهما كانت حجمها وإمكانياتها.
ولفت إلى أن حركة الشباب تعطي أولوية لتلك المنطقة لتأمين قياداتها أمام الضربات العسكرية الحكومية.
ويرى المحلل العسكري أن مواجهة بين التنظيمين مهما كان الدافع تبقى لصالح الحسابات الحكومية، واقتصار الطريق وتخفيف أعباء الإرهاب على الصوماليين.
ونبه إلى أن التوقيت حساس جدا، ويأتي قبيل إعلان مرتقب عن حملة عسكرية كبرى تستهدف تطهير المناطق الواقعة جنوبي الصومال، وتحديدا ولايتي جنوب غرب وجوبالاند.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز