الصومال يطوّق الإرهاب.. كشف حساب للحرب ضد "الشباب"
خسائر فادحة تكبدتها حركة الشباب الإرهابية في صفوفها خلال الحملة العسكرية للجيش الصومالي، تنوعت ما بين العناصر البشرية والقوة الاقتصادية وسط تآكل تكتيكات الحركة في المواجهة العسكرية الحامية خلال الأشهر الماضية.
وفي أغسطس/آب الماضي، أعلن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود شن حرب شاملة ضد حركة الشباب، وتقترب المرحلة الأولى من العملية من نهايتها وسط استعداد قوي للمرحلة الثانية من العملية بالتعاون مع شركاء دوليين وإقليميين.
6700 قتيل ومصاب
وحول حجم خسائر الحركة خلال المرحلة الأولى من العملية، أعلن وزير الدفاع الصومالي عبدالقادر محمد نور أن 6 آلاف و700 عنصر من التنظيم الإرهابي سقطوا ما بين قتيل وجريح.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية في العاصمة مقديشو لعرض إنجازات الحكومة إنجازاتها خلال الأشهر الـ6 الماضية، بمشاركة شعبية ورسمية مكثفة.
مرحلة ثانية وشيكة
وأوضح وزير الدفاع الصومالي أن المرحلة الثانية من العملية العسكرية ستنطلق قريبا، وستشهد مشاركة أطراف جديدة لم تكن جزءا من المرحلة الأولى ما يشي بانتصار قريب على الإرهابيين.
وأسفرت نتائج العمليات العسكرية عن تسهيل حركة النقل بين المحافظات وانتعاش التجارة المحلية وقطع شريان تمويل المتطرفين أنشطتهم التخريبية.
الخسائر التي أعلنها وزير الدفاع الصومالي في صفوف التنظيم تعني فقدانه نصف قوته القتالية دون القدرة على تأمين عناصر بشرية مدربة قادرة على ملء الفراغ وفق خبراء أمنيين.
وإلى جانب الخسائر الميدانية، مُنيت حركة الشباب بسلسلة هزائم أخرى في المجالات الفكرية والاقتصادية والدعاية أيضا.
استراتيجية ثلاثية الأبعاد
وانتهجت الإدارة الحالية للرئيس الصومالي حسن شيخ استراتيجية ثلاثية الأبعاد لمواجهة الإرهاب؛ فكرية واقتصادية وعسكرية، مهدت لمشاركة شعبية قوية في الحرب على الإرهاب والحصول على دعم دولي منقطع النظير .
وعلى مدار الآونة الأخيرة، اتخذت الحكومة الصومالية خطوات جدية من تدريب الجيش داخل البلاد وخارجها، وتعزيز روح المقاومة الشعبية، والاستعانة بقوات إقليمية، وحشد دعم دولي في توفير الأسلحة والمسيرات لضرب التنظيم جوا، وإبرام اتفاقيات تعاون عسكرية وأمنية مع الدول الصديقة لهزيمة الإرهاب، وإعداد جيش قادر على تولي المسؤولية الأمنية في البلاد.
النصر وشيك
وحول إنجازات الحكومة خلال الأشهر الستة الماضية، قال المتحدث باسم الحكومة الصومالية، فرحان جمعالي، إن "القضاء على الإرهابيين وتعزيز الأمن وتجنب المجاعة التي تلوح في الأفق وتحسين الاستقرار المالي لتسوية الخلافات وتعزيز العلاقات الدبلوماسية تقدم رائع" .
بدوره، اعتبر المحلل السياسي الصومالي محمد نور لـ"العين الإخبارية"، أن الأرقام التي تحدث عنها وزير الدفاع أمر هائل، ويعني ضرب نصف القوة القتالية لحركة الشباب التي تقدر بنحو 15 ألف مقاتل.
وأضاف نور أن أمام الحكومة الحالية فرصة القضاء التام على وجود حركة الشباب في حال استغلت المعطيات القائمة وترجمتها إلى أمر واقع.
وتوقع المحلل السياسي أن المرحلة المقبلة من العملية العسكرية بالنظر لحجم الاستعداد الحكومي وتراجع القدرات القتالية لحركة الشباب فإن النصر محتوم قبل البداية.
وأشار إلى أن حركة الشباب تراهن على تضاريس وجغرافية مناطق الصراع في المرحلة المقبلة أكثر من أي عامل آخر، ولا بد أن تلعب الحكومة على هذه النقطة.