إيقاف الصومال حربه ضد "الشباب".. استراحة محارب للتقييم لا تخلو من مخاطر
بعد انتهاء أولى مراحل العملية العسكرية ضد حركة الشباب الإرهابية، بدأت القوات الصومالية التي حققت نجاحا أكثر من المتوقع استراحة محارب، لتقييم النتائج ومعالجة الأخطاء.
وبينما أثار التوقف المؤقت بعد وصول قطار العمليات العسكرية إلى محطة المرحلة الأولى، تساؤلات كثيرة في الأوساط السياسية والشعبية الصومالية حول الأسباب، وما إذا كانت جهود الجيش الصومالي تعثرت أمام إرهاب حركة الشباب، لم تقدم السلطات أية أجوبة كافية.
إلا أن حجم الدعم الإقليمي والدولي المتدفق على الصومال، والتحركات المحلية في تعبئة المقاومة الشعبية والجيش، كانت بمثابة إرهاصات على أن التوقف المؤقت هو بمثابة مرحلة لمراجعة الحسابات العسكرية والاستعداد لما هو قادم.
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود أعلن، في يناير/كانون الثاني الماضي، انتهاء المرحلة الأولى من العملية العسكرية والتجهيز للمرحلة الثانية التي تستهدف ولايتي جنوب غرب وجوبالاند.
الإعلان جاء في وقت لا تزال فيه جيوب رئيسية في قبضة "الشباب"، أبرزها مديرية عيل بور بمحافظة جلجدود وسط الصومال، والتي تعتبر من أقدم المديريات الصومالية، والمعقل الرئيسي للحركة الإرهابية، وهي آخر مناطق المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي ما زالت تحت سيطرة الإرهابيين.
أسباب التوقف
وحول أسباب توقف العمليات العسكرية، قال المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن ثمة مبررات جدية، منها أن المرحلة الأولى من العملية العسكرية حققت نتائج أكثر من المتوقع، فيما تجري الحكومة حاليا تقييما دقيقا في كافة الجوانب لتصحيح الأخطاء والبناء على النقاط الإيجابية.
وأوضح المحلل الأمني أن الحكومة كانت لديها عزيمة سياسية مسبقة لشن حرب موسعة على حركة الشباب، لكنها لم تختر التوقيت بل استثمرت ثورة مسلحي العشائر ضد حركة الشباب، في "مخاطرة" نجحت بتحرير عشرات المناطق وضرب قوة التنظيم القتالية، مشيرا إلى أنها تعكف حاليا على التخطيط للعملية الكبرى التي يشارك فيها الجميع.
وفيما قال المحلل الأمني إن غياب الموارد المالية لتسيير المعارك ليست متوفرة للحكومة، وأكد أن تكلفة المعارك من هذا النوع تكون "باهظة بشكل كبير"، من ضرورة توافر مستشفيات وكوادر طبية لعلاج مصابي المعارك.
وأشار إلى أن الحكومة تعمل على حشد دعم إقليمي ودولي ومحلي أوسع لتحقيق الانتصار بأقل الخسائر والخروج بأكبر المكاسب، مؤكدا أن الصومال ليس قادرا وحده على الانتصار في معركة الإرهاب، فيما هو في حاجة إلى وقفة من الدول كافة المهتمة بتعافيه.
حشد الدعم
وبذل الرئيس الصومالي جهودا حثيثة خلال الفترة الماضية لحشد الدعم المحلي والدولي للعملية العسكرية، فأجرى زيارات ميدانية إلى ولايتي جوبالاند وجنوب غرب، لتوجيه البوصلة نحو الحرب على الإرهاب وتجاوز الخلافات الداخلية.
كما نظم قمة أمنية رباعية بين الصومال، جيبوتي، كينيا وإثيوبيا، اتفق القادة خلالها على شن عمليات عسكرية مشتركة ودخول قوات خارج "أتميس" ضد حركة الشباب كجزء من المرحلة الثانية.
وفي نهاية فبراير/شباط الماضي، تشكل تكتل دولي يضم تركيا، قطر، الإمارات، بريطانيا، أمريكا، لدعم الصومال بشكل أفضل في حربه ضد حركة الشباب، وتنسيق المساعدة الأمنية الدولية وكافة الأصعدة الأخرى، بينها: الإعفاء من الديون والأزمة الإنسانية والتوافق الداخلي.
مخاطر التوقف
كما زار الرئيس الصومالي عددا من الدول التي تساعد الصومال في جهوده نحو استعادة الأمن والاستقرار والتغلب على التحديات التي تواجهه.
لكن تداعيات التوقف ليست جميعها إيجابية بحسب عبدالرحمن حاشي، الذي قال إنها "تعطي فرصة للإرهابيين لترتيب الصفوف ووضع استراتيجية تتماشى وقدراتهم القتالية، بهدف إبقائهم في المشهد".
وبحسب مراقبين، فإن توقف الحرب مؤقتا يعني أن الجيش الصومالي هو من يحدد قواعد وتوقيت الاشتباك ومواقع الجبهات، حيث لا تقدر حركة الشباب ولا تتوق إلى اللعب على وتر المواجهة المباشرة.
وأكد المراقبون أن التوقف يعطي الإرهابيين فرصة لإصلاح التصدعات في صفوهم التي نشبت خلال فترة المواجهات الساخنة، وتأمين موارد بشرية ومادية في المواجهات المقبلة.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز