الإمارات في الصومال.. عقارب الساعة نحو الأمن والاستقرار
فيما كان يشهد حفل إتمام جنوده تدريبا على مواجهة الإرهاب في أوعندا، كشف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود عن دور الإمارات في دعم مقديشو.
وتلعب الإمارات دورا بارزا في جهود فرض الأمن والاستقرار في الصومال حيث تبذل قصارى جهدها في انتشال البلد الأفريقي من غياهب العنف والإرهاب والمجاعة.
ووفرت الإمارات تمويل عملية تدريب قوات صومالية في إطار تعاونها الأمني والعسكري مع مقديشو، من أجل تجهيز جيش البلد الأفريقي وإعداده لتولي مسؤولية المهام الأمنية من قوات حفظ السلام الأفريقية التي ينتهي تفويضها في ديسمبر/كانون الأول 2024.
وتحتل الإمارات المكانة الأولى في دعم الصومال إنسانيا على المستوى العربي واتجهت حاليا نحو مجال لا يقل أهمية عن المجال الإنساني وهو المجال الأمني والحرب على الإرهاب.
وتخوض القوات الصومالية حربا شاملة ضد عناصر حركة الشباب الإرهابية القريبة من تنظيم القاعدة منذ سنوات، في ظل أوضاع اقتصادية صعبة ومخاطر المجاعة.
وخلال ختام تدريب القوات الصومالية، قال حسن شيخ محمود "نشكر دولة الإمارات على دورها الشريف في تحمل كافة تكاليف هذه المهمة واستعدادها للوقوف إلى جانبنا في أكثر اللحظات حرجا التي تمر بلادنا".
ويبلغ عدد الجنود الذين استكملوا التدريب 3000 جندي مقاتل ضمن بعثات تدريب تستهدف إعداد جيش عالي التدريب يبلغ قوامه 24 ألف عسكري منتصف العام المقبل.
وبحسب الرئيس الصومالي، تتركز أولوية الحكومة في مجال الأمني على نقطتين؛ بناء جيش صومالي قوي، وتحقيق انتصار سريع وحاسم على الإرهاب.
ويقول المحلل العسكري الصومالي عبدالواحد محمود لـ"العين الإخبارية" إن توفير دولة الإمارات موارد تدريبات الجيش في الخارج وفق الأولويات التي تضعها الحكومة الصومالية لحظة تاريخية سيخلدها التاريخ.
وأضاف المحلل العسكري الصومالي أن الأمر جزء من ثمار اتفاقية التعاون الأمني والعسكري بين البلدين، وهو تكريس دور دولة الإمارات الإيجابي في استقرار الصومال ما يضع حدا لفوضى الإرهاب والانفلات الأمني.
وأوضح عبدالواحد بأن ذاكرة الصوماليين خلدت دور الاتحاد السوفياتي السابق في بناء جيش الصومال في سبعينيات القرن الماضي، وهو أمر يتكرر مع دولة الإمارات ويعكس تناغما غير مسبوق بين قيادة البلدين في تحديد الأولويات وسبل تنفيذها.
وأعرب عبدالواحد عن اعتقاده بأن مستقبل التعاون بين الصومال ودولة الإمارات سيأخذ منحنى تصاعديا في الفترة المقبلة بفضل الاتفاق الأمني الذي يضع الخطوط الرئيسية لأوجه التعاون.
بدوره، يقول المحلل السياسي الصومالي يوسف عمر، لـ"العين الإخبارية"، إن العلاقات الدبلوماسية بين البلدين تمر بفترة ذهبية، تستجيب لمطالب الطرفين وتخدم المصالح المشتركة.
ويعتقد أن سياسة التقارب التي تبناها الرئيس الصومالي قد أتت أكلها، وتمخض عنها اتفاقية تعاون أمني وعسكري، وزيادة حجم الدعم الإنساني.