مدربون يعلنون تشكيلتهم مبكرا.. وآخرون يعتبرونها أسرارا حربية

بعض المدربين يفضلون الإعلان عن التشكيلة الأساسية التي ستخوض بها فرقهم المباريات مبكرا، فيما يرفض البعض الآخر.. لماذا؟
لم يعد معظم مدربي كرة القدم في العالم ينتهجون سياسة إخفاء التشكيل الأساسي لفرقهم قبيل المباريات كما كان الأمر في السابق، بعدما بات توقّع التشكيل لأي فريق أو منتخب أمراً سهلاً للمتابعين، لكن بعض المدربين ما زالوا يعتبرون تشكيلتهم الأساسية "سراً" لا يُعرف إلا بصافرة انطلاق المباريات.
آخر هؤلاء المدربين كان البلجيكي جورج ليكنز، مدرب المنتخب الجزائري، والذي رفض الإفصاح عن ملامح التشكيل الذي سيعتمد عليه خلال مواجهة زيمبابوي في الجولة الأولى من بطولة كأس الأمم الأفريقية، التي تقام في الجابون.
ويلجأ الكثير من المدربين إلى إعلان التشكيل قبل يوم واحد وربما أكثر أحياناً، على الأقل للاعبيه، وذلك بهدف تهيئتهم نفسياً للمباراة، وضمان تركيزهم الكامل، بدلاً من تركهم في حيرة من أمرهم، والانتظار حتى موعد المباراة لمعرفة مشاركتهم من عدمها.
أنشيلوتي نموذجاً
لعل أبرز المدربين الذين اعتادوا إعلان التشكيل عقب الحصة التدريبية الأخيرة – قبل يوم كامل من المباراة – هو الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب بايرن ميونيخ الألماني حالياً، وريال مدريد سابقاً.
ولا يكتفي أنشيلوتي بإخبار لاعبيه بالتشكيلة الأساسية، بل يكشف عن ذلك خلال المؤتمرات الصحفية قبل أكثر من 24 ساعة من موعد المباريات، وهو أمر تكرر أكثر من مرة خلال إشرافه على ريال مدريد.
ويرى بعض المراقبين أن ما يفعله أنشيلوتي وغيره من المدربين، يتم من خلاله ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ فهو من ناحية يمنح السكينة للاعبيه ويهيئهم نفسياً للمباريات الكبيرة بالذات، ومن ناحية أخرى يكشف للمنافس مدى الثقة التي يتحلى بها، وهو ما قد يؤثر سلباً عليه ويربكه.
وعلى غرار أنشيلوتي يسير مدربون كبار آخرون مثل البرتغالي جوزيه مورينيو الذي عادة ما يدخل في نقاشات "فنية" مع الصحفيين خلال مؤتمراته الصحفية التي تسبق المباريات، وكذلك الحال مع المدرب الإسباني بيب جوارديولا، وإن كان الأخير أكثراً تحفظاً من غريمه البرتغالي.
عقلية قديمة
وفي المقابل، يفضّل بعض المدربين تأخير إعلان تشكيلتهم إلى الساعات الأخيرة التي تسبق المباريات، وربما قبل الموعد بدقائق، والهدف يكون غالباً إرباك المنافس، وعدم إعطائه فرصة لتوزيع الأدوار على لاعبيه.
لكن هذه الفلسفة لا تجد من يدعمها، ويرى معارضوها أنها تضر أكثر مما تنفع، لا سيما أن المحك الرئيسي لأي مدرب لإظهار حنكته وذكائه التكتيكي هو التعامل مع المباراة نفسها، وليس وضع التشكيل، كون طريقة اللعب والأدوار في كرة القدم باتت أكثر أهمية من الأسماء والعناصر المتواجدة داخل أرض الملعب.
ويحاول بعض المدربين أحياناً "التذاكي" بإعلان تشكيلتهم قبل موعد المباراة بوقت طويل نسبياً، لكنهم يجرون تغييرات مفاجئة قبل المباراة بدقائق، وهو أمر تكرر مع أكثر من مدرب، وغالباً في بلدان غير متقدمة كروياً.
دليل عدم ثقة
ويبدو أن ليكنز مدرب المنتخب الجزائري لا يملك الثقة الكافية لإعلان ملامح تشكيلته قبل المباراة الاستهلالية لـ"محاربي الصحراء" في البطولة الأفريقية، وقد يكون له بعض العذر كونه يتواجد في منصبه منذ شهرين فقط.
وظهر عدم استقرار ليكنز على العناصر التي سيعتمد عليها خلال المباريات الودية التي خاضها قبل البطولة، إذ لعب المنتخب الجزائري أمام نظيره الموريتاني مباراتين بتشكيلتين مختلفين، كما رفض خوض مباريات ودية مع منتخبات قوية، الأمر الذي يثير قلق أنصار المنتخب العربي.
ويرى كثير من المتابعين للمنتخب الجزائري أن ليكنز غير مؤهل لتدريب المنتخب الذي تألق في النسخة الأخيرة لكأس العالم، كونه لم يحقق النتائج المرجوة في تجربته السابقة مع نفس المنتخب، ومسيرته التدريبية بشكل عام لا توازي قيمة المنتخب الجزائري الذي يملك عناصر مميزة في جيل قد يكون الأفضل في تاريخ الكرة الجزائرية.