أحفاد قطب يغتالون ساجدي الروضة.. إرهاب تحت لواء "جاهلية المجتمع"
القتل على شريعة "معالم في الطريق"
العملية الإرهابية التي استشهد خلالها 235 مصريا داخل المسجد تعد فصلا جديدا من أعمال الإرهابي الإخواني سيد قطب
دماء 235 مصرياً قتلوا فيما كانوا يصلون بمسجد في شمال سيناء.. فصل جديد يضاف إلى أعمال الإرهاب التي ارتكبها معتنقو فكر الإخواني سيد قطب، والذي تم إعدامه في ستينيات القرن الماضي.
ويعد قطب المنظر الفكري الأبرز للجماعات الإرهابية بتأسيسه مفهوم "جاهلية المجتمعات المسلمة" الذي قاد جيلاً جديداً من المتطرفين إلى تكفير جميع طوائف المجتمع، ما كان يعني في ممارساتهم إباحة دمائهم.
وتواجه مصر منذ نهاية أربعينيات القرن الماضي أفكار جماعة الإخوان، وإرهاب الجهاز الخاص الذي تولى العمليات المسلحة، لكن قطب الذي انخرط في صفوف الجماعة منذ خمسينيات القرن العشرين، دشن نهجاً فكرياً لتبني العنف ضد المجتمع مهد الطريق لأمثال شكري مصطفى ومنظري الإرهاب الآخرين لبناء التنظيمات المسلحة في موجتها الأولى.
ويرى صاحب كتاب "معالم في الطريق" أن المجتمع الجاهلي هو كل مجتمع غير المجتمع المسلم كما يحدده قطب، وفق تعريف يدخل في إطاره جميع المجتمعات القائمة على سطح المعمورة في إطار الجاهلية أو الكفر، مبدلاً بذلك المنهج المصري الوسطي الذي حافظ عليه واحتضنه الأزهر الشريف.
وشنت مجموعة إرهابية في مدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء، الجمعة، هجوماً هو الأول من نوعه على مسجد مستهدفة مئات المصلين، في إشارة إلى أن نيران الإرهاب تطال المصريين جميعاً، لتعيد إحياء أفكار قطب التي واصلت البقاء في كهوف التطرف في صعيد البلاد خلال التسعينيات.
وفي مواجهة الحادث أفتى الدكتور شوقي علام، مفتي مصر، بأن الإرهابيين الذين ارتكبوا الهجوم على المصلين يجب أن يطبق عليهم حكم الإفساد في الأرض، وهو القتل أو الصلب.
واعتبر المفتي المصري هجوم اليوم جاء "في مقتل، وهؤلاء الإرهابيون يفصحون عن هويتهم الحقيقية ببعدهم الحقيقي عن الدين الإسلامي؛ لأنهم لم يراعوا حرمة بيوت الله وحرمة الإنسانية الثابتة بلا شك".
وتضيف العملية الإرهابية الجبانة التي شهدتها مصر، الجمعة، مبرراً جديداً لدعوات القيادة المصرية على ضرورة مواجهة شاملة للإرهاب، بحظر وتجريم جماعة الإخوان الإرهابية في دول العالم، وعقاب الدول الداعمة والمحتضنة لتلك الجماعة الإرهابية.