جزيرة سورتسي.. جمال أخاذ محظور على البشر

الجزيرة تشكلت بشكلها الحالي نتيجة الحمم البركانية التي تصاعدت لمدة ٤ سنوات متتالية حتى عام ١٩٦٧، لكنها تعرضت بمرور السنوات للتآكل
جرت العادة أن كل مكان جميل على وجه الأرض يصبح مركز جذب للسياح والمستكشفين، لكن هذا لا ينطبق على جزيرة سورتسي الآيسلندية، المصنفة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي لكن محظور على البشر زيارتها.
وبصفة عامة، تخضع جزيرة سورتسي لحماية صارمة لأنها توفر نظامًا بيئيًا فريدًا، لكن قصة نشأتها مثيرة للغاية.
في 14 نوفمبر/ تشرين الأول 1963، بدأت مياه البحر قبالة أيسلندا في الغليان، وبدأ تصاعد الدخان، وانتشرت رائحة الكبريت في الهواء، إيذانا بثوران بركاني تحت سطح البحر.
وبالفعل، حدث الثوران، وشق قاع البحر على عمق 130 مترا، وتسربت الحمم البركانية. وبعد أسبوع، ظهرت قطعة أرض فجأة في المكان، لم تكن موجودة من قبل.
ووفق ما ذكره الكاتب الأمريكي دانيل سميث في كتابه "١٠٠ مكان سري في العالم"، فإن الجزيرة الوليدة أطلق عليها اسم سورتسي، نسبة إلى عملاق النار "سورتر"، وهو أحد الأساطير الآيسلندية.
وتشكلت الجزيرة بشكلها الحالي نتيجة الحمم البركانية التي تصاعدت لمدة ٤ سنوات متتالية حتى عام ١٩٦٧، لكنها تعرضت بمرور السنوات للتآكل بفعل الرياح والأمواج والطقس.
وبعد أن كان قطرها ١٣٠٠ متر، تصبح أصغر بمرور الأيام، ويتوقع العلماء أن تختفي بحلول عام ٢١٠٠.
ويعد ظهور هذه الجزيرة ضربة حظ مطلقة، وتجذب في الوقت الحالي نظر الباحثين المتخصصين في نشأة الحياة.
وفي ١٩٦٥، اكتشف الباحثون أول نبات ينمو في الجزيرة، ثم جاء أول فوج من الطيور في ١٩٧٠، وبعدها باتت تربة الجزيرة موطنا لديدان الأرض، وتطورت الحياة إلى حد باتت معه الجزيرة تملك نظاما ايكولوجيا فريدا، وجمالا أخاذا.
ولحماية بيئة الجزيرة، تطبق السلطات الأيسلندية قواعد شديدة الصرامة، حيث تمنع أي شخص، باستثناء الباحثين في مركز سورتسي للأبحاث، من دخول الجزيرة أو زيارتها لأي سبب.
ووفق الكاتب الأمريكي سميث، فإن الغوص قرب الجزيرة محظور أيضا، وكذلك الاقتراب منها بالسفن أو القوارب، كما يمنع استخدام الأسلحة النارية في محيط ٢ كيلو متر منها، وكذلك إلقاء القمامة.
ونتيجة لامتلاكها تشكيلة فريدة من النباتات والطيور وغيرها من الكائنات الحية باستثناء البشر، أدرجت الجزيرة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في ٢٠٠٨.