"العين الإخبارية" تستطلع آراء المبدعين المشاركين في سوق عكاظ
سوق عكاظ في دورتها الـ12 تأتي كواجهة لإبراز التراث الحضاري للمملكة العربية السعودية في الشكل والمعنى ومواكبة لرؤية السعودية 2030
ثمّن شعراء ومثقفون عرب دور المملكة العربية السعودية في إحياء سوق عكاظ، تزامناً مع انطلاق دورتها الـ12 في موقعها القديم بالطائف، معتبرين أن التطور المستمر في دورات السوق عاماً بعد الآخر في العرض والفعاليات، يؤكد الدور الذي تلعبه المملكة عربياً في مسار الحركة الثقافية.
أوضح الشاعر المصري محمد الحمامصي لـ"لعين الإخبارية" أن عملية الإحياء لسوق عكاظ أمر عظيم؛ فهي تحتضن مختلف الأشكال الشعرية من قصيدة عمودية كلاسيكية وقصيدة تفعيلة وقصيدة نثر"، مشيراً إلى أن ذلك "يفتح الباب أمام قراءات نقدية كاشفة وقادرة على خلق تفاعل خلاق ومتميز".
وأضاف أن "المشهد الشعري السعودي خاصة والعربي عامة سوف يُثرى بعملية الإحياء هذه لسوق عكاظ، وسوف تحقق نوعاً من التفاعل والتواصل البناء على أن يكون سقف الحرية واضحاً وجلياً، بحيث لا يتم التعتيم والتحجيم لشكل شعري على حساب الآخر".
في السياق ذاته، قال الفنان التشكيلي السعودي علي الرزيزاء لــ"العين الإخبارية" إن السعودية تسعى جاهدة لإثراء الحركة الثقافية في الداخل والخارج بتعزيز إقامة الفعاليات ورصد الجوائز القيمة في الشعر والأدب والرواية"، مشيراً إلى أن "إعادة إحياء سوق عكاظ بعد غيابها لقرون طويلة وظهورها على هذا النسق من العرض والتنظيم تأتي إيماناً من حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بنشر الثقافة، حيث تضمنت الدورات الأخيرة مسابقات في فن التصوير الضوئي والرسم التشكيلي والفن المسرحي".
كما أشار إلى أن الرؤية السياسية الحالية للمملكة ممثلة في رؤية 2030 التي أعلنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، جاءت شاملة في مجملها وتضمنت الثقافة والنشر الأدبي والفني وظهور كيانات تعمل على ذلك وتنظم وتراقب مساراته، الأمر الذي ظهر جلياً في تسمية وزير للثقافة ووجود كيان خاص مثل هذا يضع الخطط ويتم اللجوء إليه في تمثيل المملكة في المحافل الخارجية.
وأكد الرزيزاء أن سوق عكاظ تأتي أيضاً كواجهة لإبراز تراث المملكة الحضاري والتاريخي في الشكل والمعنى فهي سوق تجارية ومنبرا للفكر والشعراء والثقافة، كما تعد مورداً اقتصادياً تحاكي ما كانت عليه في الأزمنة السابقة في العصر الجاهلي.
أما الشاعر السعودي سلطان الحارثي فقال في حديثه لــ"العين الإخبارية" إن سوق عكاظ محاولة قوية لإعادة الروح إلى الجسد بعد أن فارقت السوق أرض الطائف لقرون منذ بداية الإسلام وحتى العصر الحديث، لتعود مرة أخرى في عهد الدولة السعودية، فهي طريقة مبتكرة لإعادة إنتاج الإبداع بفكر وآليات جديدة وأدوات مبتكرة، مشيراً إلى أن الاحتشاد الذي تشهده السوق سنوياً يعد دليلاً على نجاحها في دوراتها السابقة الإحدى عشرة إذ يبقى الشعر والأدب روح العرب ولغتهم النابضة.
يذكر أن فعاليات سوق عكاظ في دورتها الثانية عشرة التي تستمر على مدار 15 يوماً قد بدأت يوم الأربعاء 26 يونيو برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وتنظيم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، وصاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ. وتضم الدورة الحالية عددا كبيرا من الفعاليات الفنية والثقافية والشعرية والأدبية بمشاركة نخبة من المبدعين من الدول العربية.