تسريبات جديدة لـ"صفقة القرن".."كيان" فلسطيني مركزه غزة و85% من الضفة للسلطة
مصادر دبلوماسية كشفت لـ"العين الإخبارية" أن الإدارة الأمريكية تلوح بعزل القيادة الفلسطينية الحالية في حال رفضت التعامل مع الخطة
ملامح عريضة تتكشف يوما تلو الآخر للخطة الأمريكية المعروفة بـ"صفقة القرن"، لا تقترح حدودا معينة لدولة اسرائيل ولا تتضمن صراحة قيام دولة فلسطينية.
هذا ما كشفت عنه مصادر دبلوماسية اطلعت على الخطوط العامة للخطة الأمريكية، لـ"العين الإخبارية"، متحدثة عن تفاصيل حملت الكثير من خطوط الصفقة التي أثارت جدلا ولاقت رفضا في الأوساط الفلسطينية والعربية والدولية، قبيل الإعلان عنها من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، خلال الفترة القادمة،
في التفاصيل، تقول المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، لحساسية مناصبها، إن "الخطة تتحدث عن كيان فلسطيني يكون مركزه في قطاع غزة، ويتضمن سيطرة فلسطينية على نحو 85% من مساحة الضفة الغربية".
كما أنها تتضمن- وفق المصادر ذاتها- إبقاء السيطرة الإسرائيلية على الغالبية العظمى من المستوطنات في الضفة الغربية وليس فقط الكتل الاستيطانية الكبرى.
وعن الجزئية الأخيرة، سيتم فقط إزالة البؤر الاستيطانية العشوائية التي تضم في مجملها عشرات المنازل المتنقلة وعشرات المستوطنين.
واستنادا إلى المصادر نفسها، تتضمن ما تسمى "صفقة القرن"، سيطرة أمنية إسرائيلية عليا على المنطقة من البحر إلى النهر بداعي أن تكون إسرائيل "مسؤولة عن توفير الأمن في وجه أية تهديدات خارجية".
وعليه، فإن الخطة الأمريكية ستقر بأن منطقة غور الأردن هي أرض فلسطينية، ولكنها ستُبقي هذه المنطقة، الواقعة على الحدود بين الضفة الغربية والمملكة، تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية.
- عباس: لا ضرائب منقوصة من إسرائيل ولا لـ"صفقة القرن" الأمريكية
- رئيس الوزراء الفلسطيني: لا أحد سيوافق على "صفقة القرن"
وعن قيام دولة فلسطينية، يبدو أن خطة ترامب لا تتحدث صراحة عن هذا الأمر، ويغلب عليها الحديث عن ترتيبات أمنية. بحسب المصادر التي أشارت إلى أن الصفقة تميز ما بين البلدة القديمة في مدينة القدس والأحياء الملاصقة لها مثل سلوان والشيخ جراح ووادي الجوز وجبل الزيتون وبين أحياء المدينة الأخرى بما فيها بيت حنينا وشعفاط والعيساوية وجبل المكبر.
وبناء على ذلك، وضعت الخطة الأمريكية الأحياء الفلسطينية في القدس القديمة ومحيطها تحت إدارة لجنة عربية-إسلامية تضم إضافة إلى فلسطين والأردن دول عربية أخرى.
أما الأحياء الأخرى في القدس، بيت حنينا وشعفاط والعيساوية وجبل المكبر وغيرها من التي يقيم فيها الغالبية من سكان المدينة الفلسطينيون فستكون تحت السيطرة الفلسطينية.
وتنظر الإدارة الأمريكية إلى خطتها التفصيلية التي ستتراوح ما بين 30-40 صفحة- وفق المصادر ذاتها- على أنها"إطار للحل وأنه سيكون مطلوبا من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي الاتفاق على التفاصيل الدقيقة وتقديم تنازلات".
لكن المصادر لفتت إلى أن الخطة لا تتضمن جدولا زمنيا محددا للتوصل إلى اتفاق نهائي.
في المقابل، تتضمن الخطة العديد من المشاريع الاقتصادية الكبرى في الضفة الغربية وقطاع غزة التي ستقوم دول عربية وغربية بتمويل تنفيذها بعشرات مليارات الدولارات.
ومع ذلك فقد أصرت الإدارة الأمريكية على أنه لا يتم الحديث عن سلام اقتصادي.
ووفقا للمصادر، فإن الادارة الأمريكية تلوح بعزل القيادة الفلسطينية الحالية في حال رفضت التعامل مع الخطة، وستعتبر أن الحكومة الإسرائيلية في حل من أمرها لتنفيذ ما تراه مناسبا لها في الضفة الغربية.
وأشارت إلى أنه في حال رفض رام الله للخطة فإن الإدارة الأمريكية لن تكتفي بقراراتها السابقة بوقف المساعدات المالية للفلسطينيين وإنما ستطلب من الدول الأخرى القيام بخطوات مشابهة.
ولم يتسن لمراسل العين الإخبارية، من الوصول لأي مسؤول أمريكي على الفور للتأكد من صحة هذه التفاصيل، لكن يُنتظر أن تعلن إدارة ترامب عن الخطة بعد انتهاء عطلة عيد الفطر في يونيو/حزيران المقبل، حيث تكون في ذلك الوقت قد تشكلت أيضا حكومة جدية في إسرائيل.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، طلب من الإدارة الأمريكية تأجيل نشر الخطة إلى ما بعد تشكيله الحكومة الجديدة.