مصادر: السودان يتجه لتسليم إرهابيين ودواعش إلى بلدانهم
مصادر تؤكد لـ"العين الإخبارية" أن المعتقلين من الإرهابيين والدواعش ينتمون إلى جنسيات مختلفة عربية وأفريقية، بينهم 6 مصريين وتونسي
كشفت مصادر متطابقة عن اتجاه الحكومة السودانية لتسليم ما بين 16 و20 داعشيا وإرهابيا من عدة جنسيات عربية وأفريقية إلى دولهم.
وأضافت المصادر، في حديثها لـ"العين الإخبارية"، أن الأشخاص المعتقلين ينتمون إلى جنسيات مختلفة مصرية وتشادية؛ حيث يتراوح عددهم بين 16 و20؛ بينهم 6 مصريين من الإرهابيين والدواعش وتونسي، إلى جانب 6 من جماعة بوكو حرام ينتمون إلى تشاد ونيجيريا.
وقالت المصادر إن الحكومة السودانية تستعد هذه الأيام لتسليم الإرهابيين الذين دخلوا البلاد في وقت سابق إبان عهد الرئيس المخلوع عمر البشير.
وكانت مصر خاطبت السودان رسميا لتسليم العشرات من عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي المطلوبين على ذمة قضايا عنف وإرهاب.
وأوضحت المصادر أن أبرز هذه الأسماء، 3 قيادات أعضاء بمجلس شورى الإخوان، وهم ياسر حسانين، ومحمد الشريف، وحلمي الجزار، والقياديان يوسف حربي وعبدالهادي شلبي.
وطالبت مصر السودان بتسليم نحو 70 عنصرا من المنتمين لحركة "حسم"، الذراع المسلحة لجماعة الإخوان، وأبرزهم أحمد عبدالمجيد، ومصطفى طنطاوي، المتهمان الرئيسيان بمحاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية السابق اللواء مصطفى النمر.
إخوان مصر
المحلل السياسي والخبير في الجماعات الإسلامية الهادي محمد الأمين يقول، لـ"العين الإخبارية"، إن الوجود المصري في السودان يمكن تقسيمه إلى وجهين؛ الأول قديم وعريق من خلال المصريين المرتبطين بالسودان كجالية مصرية، والآخر حديث ارتبط بالسودان مع قيام نظام الإخوان وحركات الإسلام السياسي، حيث تدفقوا نحو الخرطوم كحاضنة جديدة وملاذ آمن لهم من ملاحقات أجهزة الأمن المصرية.
وتابع المحلل السياسي أن بعض هؤلاء قدِم إلى السودان من أفغانستان، وكان ضمن التشكيلات العسكرية للأفغان العرب.
وأشار إلى أن أولى ثمار هذا التقارب بين نظام المخلوع البشير وإخوان مصر ظهرت في المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك في أديس أبابا، منتصف عقد التسعينيات، الأمر الذي أدى إلى تفجر حالة توتر بين القاهرة والخرطوم ما زالت تداعياتها وتأثيراتها حاضرة في المشهد حتى الآن، خاصة أن بعضهم مجنس ويحمل الجنسية السودانية.
صعود وهبوط
الهادي محمد الأمين أكد، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن أعدادا كبيرة من الإرهابيين الموجودين في السودان حاليا هربوا من مصر بالتزامن مع سقوط دولة الإخوان في ثورة 30 يونيو، وقد استقبلتهم الخرطوم التي عملت على إيواء مجموعات كبيرة منهم.
وأشار إلى أنهم اختلطوا مع مجموعات إخوانية هاربة من اليمن وأخرى فرت من سوريا بجانب الفلسطينيين، ونتج عن هذا التلاقح وقوع حادثة التفجير الشهيرة في عمارة بحي المعمورة شرقي الخرطوم عام 2017 م، وكانت هذه الخلية المكونة من بعض الجنسيات العربية تنوي تنفيذ أعمال إرهابية وتخريبية.
مطالبات حكومية
المحلل السياسي السوداني أضاف أن السلطات في مصر ظلت تطالب وتخاطب الخرطوم عبر قناتي "العمل الدبلوماسي" و"المخابراتي" بالتعامل مع هذه المجموعات بحسم وطردها من السودان باعتبار أنها تهدد أمن مصر، خاصة الذين تسللوا وعبروا الحدود المصرية واستقروا بالخرطوم وتم فتح الأبواب لهم.
يأتي هذا في وقت تسعى فيه الحكومة السودانية إلى الاستجابة لتطلعات قوى الثورة السودانية التي تطالب باجتثاث الإخوان وحركات الإسلام السياسي من البلاد ومؤسسات الدولة.
وواصل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك حملة إقالات لعناصر تنظيم الإخوان من مؤسسات الدولة؛ حيث أعفى 3 وكلاء وزارات محسوبين على نظام البشير، وهو ما نال ارتياح الشارع المتعطش لاجتثاث فلول النظام السابق.
واستقبل السودانيون قرارات إبعاد العناصر الإخوانية من مؤسسات الدولة المختلفة بترحاب كبير، مع دعوات لتسريع إجراءات تنظيف منسوبين من دواوين الدولة، كون وجودهم يشكّل خطرا على نجاح حكومة الثورة.
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA==
جزيرة ام اند امز