أسبوع السودان.. هيكلة الجيش ومواصلة حصار الإخوان
العديد من الأحداث جرت في السودان خلال الأسبوع الماضي، أبرزها هيكلة القوات المسلحة ومواصلة اجتثاث تنظيم الإخوان من مؤسسات الدولة
شهد السودان خلال الأسبوع الماضي أحداثا عدة، كان أبرزها هيكلة القوات المسلحة ومواصلة اجتثاث عناصر تنظيم الإخوان الإرهابي من مؤسسات الدولة، فضلا عن عودة المساعدات الأمريكية عبر برنامج الأغذية العالمي.
هيكلة الجيش السوداني
ففي منتصف الأسبوع الماضي أصدر رئيس المجلس السيادي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق الركن عبدالفتاح البرهان، قرارات بإعادة هيكلة الجيش السوداني، حيث قضت بإلغاء نظام رئاسة الأركان المشتركة الذي اتبعه حكم الرئيس المعزول عمر البشير، والعودة للعمل بالنظام القديم "هيئة الأركان".
كما شمل قرار الهيكلة إعادة قوات الجيش السوداني إلى 4 بدلا عن 3 بعد فصل "الدفاع الجوي" عن "القوات الجوية"، والتي كان قد دمجها النظام السابق.
وأصبحت وحدات الجيش السوداني تشمل القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي، وأسندت رئاسة هيئة الأركان إلى الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين.
الخبير العسكري الفريق المتقاعد خليل محمد الصادق امتدح بشدة إجراءات هيكلة الجيش، واعتبر أن العودة للنظام القديم ستنهض بالقوات المسلحة وترفع كفاءتها وتأهيلها للدفاع عن أرض الوطن.
وقال الصادق، في حديث مع "العين الإخبارية"، إن الهيكلة الجديدة تعطي رؤساء الوحدات العسكرية صلاحيات لتطوير القوات المسلحة بالتدريب والتأهيل وتبادل الخبرات مع محيطهم الخارجي.
وأضاف "النظام الذي اتبعته حكومات البشير في إدارة القوات المسلحة أضر بها كثيرا، حيث دمر منظومة الدفاع الجوية نتيجة دمجها في رئاسة الأركان الجوية، وحاليا يتطلب إعادة بناء الدفاع الجوي في كل أرجاء البلاد الواسعة لحمايتها من أي تهديدات".
واعتبر الخبير العسكري أن ما تم من هيكلة للقوات المسلحة إجراء مهني وضروري، وليس له أي علاقة باستهداف مكون سياسي أو عسكري داخل الجيش، وأن الهدف منه تطوير القوات السودانية.
استمرار اجتثاث الإخوان
بالإضافة لهيكلة الجيش حمل الأسبوع الماضي مزيدا من الاستجابة لتطلعات قوى الثورة السودانية، بعدما واصل رئيس الوزراء السوداني الدكتور عبدالله حمدوك حملة إقالات لعناصر تنظيم الإخوان من مؤسسات الدولة، حيث أعفى 3 وكلاء وزارات محسوبين على نظام البشير، وهو ما نال ارتياح الشارع المتعطش لاجتثاث هذه الجماعة الإرهابية.
وشملت قرارات حمدوك إعفاء أحمد محمود شيخ الدين أحمد من وظيفة وكيل وزارة الثروة الحيوانية، وتعيين عادل فرح إدريس بديلا له.
كما أعفى مالك بشير محمد الحسين من وظيفة وكيل وزارة البنى التحتية والنقل، وتعيين عمر أحمد محمد أحمد وكيلا للنقل بالوزارة وعبدالواحد عبدالمنعم عبدالعزيز وكيلا.
كما أقال حمدوك الطاهر حسن الطاهر من وظيفة وكيل وزارة التربية والتعليم، وتعيين تماضر الطريفي عوض الكريم وكيلا بالوزارة، كما أصدر قرارا بتعيين السيد حسان نصر الله علي كرار وكيلا لوزارة الحكم الاتحادي.
وكالعادة استقبل السودانيون قرارات إبعاد العناصر الإخوانية من مؤسسات الدولة المختلفة بترحاب كبير، مع دعوات لتسريع إجراءات تنظيف منسوبين من دواوين الدولة، لكون وجودهم شكل خطرا على نجاح حكومة الثورة.
وقال المحلل السياسي شوقي عبدالعظيم إن القرارات التي اتخذها رئيس الوزراء السوداني حتى الآن تؤكد جدية الحكومة الانتقالية في تصفية عناصر الحركة الإسلامية السياسية من أجهزة الدولة المختلفة، تماشيا مع تطلعات قوى الحراك الثوري.
ورغم إشادته بهذه الخطوات فإن شوقي يرى وجود بطء في الإجراءات الحكومية الخاصة باجتثاث الإخوان، الذين كان ينبغي أن تتم إقالتهم بشكل أسرع، مثلما فعلوا بخصومهم عندما استولوا على الحكم بانقلاب عسكري عام 1989.
وأضاف عبدالعظيم، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن وجود الإخوان في مفاصل الدولة والتساهل في إقالتهم يشكل أكبر خطر على الفترة الانتقالية، مما يتطلب الإسراع في اجتثاثهم.
حراك دولي لدعم الحكومة
كما شهد الأسبوع الماضي أيضا حراكا دوليا مكثفا، حيث زار البلاد وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي لبحث ترتيبات الحكومة الانتقالية ودعمها، ووعد بتقديم مساعدات ومنح بقيمة 466 مليون يورو للخرطوم.
وأجرت نائب الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد زيارة مماثلة للسودان، شملت العاصمة الخرطوم ودارفور، من أجل دعم الحكومة السودانية والوقوف ميدانيا على الأوضاع.
وشهد الأسبوع ذاته عودة المساعدات الأمريكية عبر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، حيث وصلت شحنة مساعدات من واشنطن لإغاثة أكثر من مليوني سوداني، بينما بلغ العون الأمريكي للخرطوم نحو 102 مليون دولار.
ولأول مرة منذ 8 سنوات تمكن المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي من دخول منطقة كاودا بولاية جنوب كردفان، وهي عاصمة المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية قيادة الجنرال عبدالعزيز الحلو، بعد أن سمحت له الحكومة السودانية، في خطوة وجدت إشادة الكثيرين.
هذا الحراك الدولي اعتبره مراقبون بمثابة دليل على حرص المجتمع الدولي على دعم الحكومة الانتقالية، لعبور هذه المرحلة وإعادة دمج السودان للبيت العالمي.