طبيبة جنوب أفريقية تحارب الختان التقليدي "القاتل"
صبية مراهقون من القبائل المختلفة في جنوب أفريقيا يخضعون مرتين في السنة، في الصيف والشتاء، لطقوس ختان تقليدية.
تحملت الطبيبة الجنوب أفريقية ماميسا تشابولا نكسيويني عقوداً من الانتقادات والتشهير والتهديد، وبعد 30 عاماً تستمر في معركتها لوضع حد للوفيات والبؤس الناجم عن ختان الذكور التقليدي في بلدها.
ويخضع صبية مراهقون من القبائل المختلفة في جنوب أفريقيا مرتين في السنة، في الصيف والشتاء، لطقوس ختان تقليدية، يتم تعليمهم من خلالها كيف "يصبحون رجالاً".
ويحظر على الأطفال شرب المياه بهدف الحد من دخول المرحاض والتبول، وقد يمضون عدة أسابيع في أكواخ بالمناطق الريفية النائية، بعيداً عن الرعاية الطبية للشفاء التام.
وغالباً ما يجري عمليات الختان ممارس تقليدي ليس لديه تدريب طبي حديث، وتتم العملية في ظروف غير صحية، ما يتسبب في وفاة العشرات من المراهقين كل سنة، ويعاني الكثير من ألم يستمر طيلة حياتهم.
لهذا السبب، قررت ماميسا التدخل قبل 3 عقود، محاولة وضع حد لهذا الموضوع الذي يعتبر مسألة حساسة في البلاد، خصوصاً كونها امرأة.
وقالت الطبيبة الجنوب أفريقية: "لست نادمة أبداً. كنت أدق ناقوس الخطر لحض الحكومة على التحرك في الوقت الذي كان فيه الأولاد يموتون وما زالوا، جراء عمليات الختان الفاشلة. فاضطررت لاتخاذ موقف".
وتعالج هذه الأم معظم الصبية الصغار من بلدة مذرويل في بورت إليزابيث، حيث تنتشر فيها هذه الممارسة، للذين عانوا من عمليات ختان فاشلة.
وهذا التقليد القديم محمي لدرجة أن المرأة التي تكشف السرية المحيطة بالطقوس تصبح منبوذة، وقال مويلو نونكونيان، رئيس الزعماء التقليديين في مقاطعة كايب الشرقية: "فيما يتعلق بالختان، ليس للمرأة أي دور على الإطلاق. هذه مسألة للرجال وحدهم".
وتساعد ماميسا الفتية الذين هم على استعداد للتعرض لنبذ لعدم كونهم "رجالاً بما فيه الكفاية"، من خلال التماس الرعاية الطبية.
وأوضحت ماميسا: "أعرف جيداً وصمة العار التي ستلحق بالمبادرين الذين عالجتهم، خصوصاً أنني امرأة، لكن لدي أخلاقيات مهنية، وعلي إنقاذ الأرواح".
وأضافت "يجب أن تتغير الأمور. نعم، هذا التقليد موجود، لكن يجب موازنة الحياة والموت"، متسائلة: "ما الهدف من القول إنك تعد الأولاد ليكونوا رجالاً صالحين.. فيما لا يصلون حتى إلى هذه المرحلة؟".
ويقول الخبراء إن الختان، عندما يتم بشكل آمن، يعد سلاحاً في مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية "إيدز"، إذ تؤدي إزالة القلفة إلى إزالة خلايا معينة تكون عرضة للإصابة بهذا الفيروس.
ونتيجة لذلك، قامت منظمة الصحة العالمية باللجوء إلى الختان في معركتها ضد فيروس الإيدز في جنوب أفريقيا، وهي دولة تعاني من أعلى معدلات انتشاره في العالم.
وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن خُمس السكان الذين تراوح أعمارهم بين 15 و49 عاماً مصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.
لكن هذا البرنامج طوعي، وينفذ بموجب إجراءات طبية صارمة، وهي ممارسة بعيدة كل البعد عن الختان التقليدي الذي يتم بظروف غير صحية.
وتفيد لجنة تعزيز وحماية حقوق المجتمعات الثقافية والدينية واللغوية التي عينتها الحكومة، بأن 500 صبي لقوا حتفهم خلال السنوات الخمس الماضية.
وبعد 3 أسابيع فقط من موسم ختان الصيف لهذا العام، توفي 23 صبياً في الكايب الشرقية، مقارنة بـ17 حالة وفاة خلال الشتاء الماضي.
وقال وزير الصحة زويلي مخيز إنه "من الممكن منع حصول الوفيات"، موضحاً أن معظمها كانت نتيجة للجفاف، إذ يعتقد البعض أنه يجب على المختون عدم شرب المياه.
aXA6IDMuMTMzLjE1Ny4xMzMg جزيرة ام اند امز