شبح تعليق اتفاق 2018.. هل تدق "انتهاكات الشمال" طبول الحرب الكورية؟
اتفاق بتشكيل منطقة عازلة بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية أسهم في منع مواجهة عسكرية، حتمتها انتهاكات متواترة من جانب بيونغ يانغ.
لكن ماذا لو سقط الاتفاق المبرم بين الجانبين في 2018؟ ألا يعني ذلك احتمال نشوب مواجهة عسكرية بين الجارتين في تكرار لسيناريو الحرب الكورية؟
احتمال وارد للغاية وسط تصاعد التوتر بين الجارتين، وفي وقت يجزم فيه خبراء أن إحداثيات الوضع بالمنطقة على شفا ساعة صفر تدق فيها أجراس حرب ستكون بارتدادات قاتلة على المنطقة والعالم.
ما وراء التهديد
إعلان خطير للرئيس الكوري الجنوبي يون سوك-يول، الأربعاء، بتلويحه بأنه في حال "انتهكت" بيونغ يانغ أراضي بلاده، فقد ينظر في إمكانية تعليق العمل باتفاق أُبرم عام 2018 أقيمت بموجبه مناطق بحرية عازلة مع الشطر الشمالي.
وكان من أهداف الاتفاق الذي تم التوصل إليه خلال فترة شهدت حراكا دبلوماسيا عالي المستوى في أثناء قمة في بيونغ يانغ، لخفض التوتر العسكري على طول الحدود عالية التحصين.
وحينها، اتفق الطرفان على "وقف المناورات العسكرية المختلفة التي يستهدف كل طرف من خلالها الطرف الآخر على طول خط ترسيم الحدود العسكرية"، لكن بيونغ يانغ بدأت بخرق الاتفاق بشكل متكرر منذ العام الماضي.
وطوال 2022، أطلقت كوريا الشمالية قذائف باتّجاه المناطق البحرية العازلة، فيما أرسلت الأسبوع الماضي خمس مسيّرات عبر الحدود إلى المجال الجوي الكوري الجنوبي.
وبتواصل الانتهاكات، يبدو أن سول تتجه نحو خطوة تصعيدية خطيرة، حيث أمر الرئيس، اليوم، مساعديه العسكريين بـ"التفكير في تعليق الاتفاق العسكري إذا قام الشمال باستفزاز آخر ينتهك أراضينا"، بحسب تصريحات إعلامية أدلت بها الناطقة كيم إيون-هيي.
طبول الحرب!
يدرك يون ارتدادات تلويحه بتعليق الاتفاق والرسائل المشفرة المرسلة إلى الجارة الشمالية، ولذلك لم يكتفِ بذلك، وإنما دعا إلى "إنتاج واسع النطاق لمسيّرات صغيرة الحجم يصعب رصدها بحلول نهاية العام"، وتأسيس وحدة للمسيّرات متعددة الاستخدامات من أجل "إمكانيات هائلة لشن هجمات مضادة".
فمع التوغل الكوري الشمالي بالمسيّرات والذي يعتبر الأول من نوعه منذ خمس سنوات، تتقلص الخيارات أمام سول، ما قد يدفعها إلى تعليق الاتفاق وربما إلغائه في وقت لاحق، في خطوات ستكون -حال تحققت- بمثابة إعلان حرب.
وتعول كوريا الجنوبية في تصعيدها على دعم حليفتها واشنطن، في وقت يجري فيه الجانبان مناورات متتالية في محاولة لردع بيونغ يانغ.
وفي تعقيب على التطورات، حذر هونغ مين من "معهد كوريا لإعادة التوحيد الوطني"، من أن إلغاء اتفاق 2018 "سيزيد فرص التوتر العسكري عالي المستوى، وإمكانية اندلاع مواجهة فعلية في المناطق الحدودية".
وقال مين، في حديث لوكالة فرانس برس، إنه على الرغم من انتهاك بيونغ يانغ الاتفاق فإن الاتفاق أسهم مع ذلك "في منع وقوع مواجهة عسكرية".
وتابع "سيكون الوضع مختلفا للغاية إذا وضع يون حدا رسميا وسياسيا للاتفاق"، ما يشي بأن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالتطورات في شبه الجزيرة الكورية.
aXA6IDMuMTQ1LjkuMjAwIA== جزيرة ام اند امز