اليابان تشطب كوريا الجنوبية من "القائمة البيضاء" للتجارة
يعني ذلك أن مئات المنتجات المصنفة حساسة ستخضع لقيود تصدير مشددة، علماً بأن خبراء يقولون إن تأثيرها سيكون رمزياً أكثر منه اقتصادياً.
دخل قرار الحكومة اليابانية الخاص بشطب كوريا الجنوبية من القائمة البيضاء للشركاء التجاريين الموثوق بهم حيز التنفيذ اليوم الأربعاء، في خطوة من شأنها أن تزيد من تفاقم الصدع في العلاقات الثنائية بين البلدين.
ويعني ذلك أن مئات المنتجات المصنفة حساسة ستخضع لقيود تصدير مشددة، علماً بأن خبراء يقولون إن تأثيرها سيكون رمزياً أكثر منه اقتصادياً.
واتخذت طوكيو القرار في يوم 2 أغسطس الجاري ثم أصدرت مشروع قانون منقح دخل حيز التنفيذ اليوم الأربعاء.
ودعت الحكومة الكورية الجنوبية في عدة مناسبات اليابان إلى عدم تنفيذ القرار غير أن طوكيو لم تستجب،
وحاول رئيس الوزراء الكوري الجنوبي "لي ناك-يون" الثلاثاء إقناع اليابان بعدم تطبيق القرار قائلا إنه في المقابل قد تعيد الحكومة الكورية الجنوبية النظر في إنهاء اتفاقية الأمن العام للمعلومات العسكرية مع اليابان، بيد أن اليابان لم تقبل اقتراح "لي".
وأصبحت كوريا الجنوبية التي تمت إضافتها إلى القائمة في عام 2004، أول دولة يتم شطبها .
يشار إلى أن شطب كوريا الجنوبية سيسمح لليابان بتقييد صادراتها إلى كوريا الجنوبية على نطاق واسع، حيث سيتوجب على المصدرين اليابانيين الحصول على تراخيص لكل حالة تصدير منفردة لمئات من المواد الصناعية ذات الأغراض المزدوجة والتي يمكن استخدامها في إنتاج الأسلحة.
وترى سيؤول القرار خطوة انتقامية واضحة لقرارات المحكمة العليا لكوريا الجنوبية في العام الماضي والتي دعت الشركات اليابانية إلى تعويض ضحايا العمل القسري في كوريا الجنوبية خلال الحكم الاستعماري الياباني لشبه الجزيرة الكورية في الفترة من 1910 إلى 1945.
في وقت سابق نقلت وكالة أنباء بلومبرج عن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن قوله، إن هذه الخطوة تهدف بشكل واضح إلى عرقلة نمو بلاده، وإنه تم اتخاذها رغم المقترحات الأمريكية بالتدخل لتسوية المشكلة.
يذكر أن العلاقات الثنائية بين سيؤول وطوكيو تمر بتوتر منذ أن فرضت الأخيرة قيودها على صادراتها من المواد الأساسية الضرورية لصناعة أشباه الموصلات والشاشات إلى كوريا الجنوبية في يوليو الماضي.
ومن المتوقع أن تقدم الحكومة الكورية الجنوبية احتجاجات على هذا الإجراء إلى الحكومة اليابانية.
فى الوقت نفسه، استدعى النائب الأول لوزيرة الخارجية الكورية جو سيه يونغ اليوم الأربعاء السفير الياباني لدى كوريا الجنوبية ياسوماسا ناغاميني احتجاجا على تنفيذ القرار.
وقالت مصادر لوكالة يونهاب الكورية الجنوبية، إن نائب الوزير "جو" استدعى السفير ناغاميني وأعرب عن أسفه إزاء إبعاد بلاده من القائمة البيضاء وحث على إلغاء القرار على الفور.
وستكون كوريا الجنوبية أول بلد تستبعده اليابان من القائمة البيضاء، التي تضم الآن 27 دولة، منها بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة.
وقد توجه القيود الجديدة ضربة إضافية لشركات صناعة الرقائق الكورية الجنوبية التي تكافح بالفعل لتدبير المواد الأساسية لصناعة الرقائق بعد قيود التصدير التي جرى فرضها في الشهر الماضي.
وكانت أكبر واردات كوريا من اليابان من حيث القيمة في العام الماضي هي مكونات أشباه الموصلات ومعدات تشمل شرائح السيليكون وماكينات تصميم الرقائق، إذ بلغ إجمالي تلك الواردات نحو 11 مليار دولار بما يمثل نحو 20% من الواردات اليابانية، وفقا لبيانات رابطة التجارة الدولية الكورية.
وتقول اليابان إن الإجراء ضروري للأمن القومي، وتتهم سيؤول بانتهاك قواعد التصدير، وجاءت هذه الإجراءات بسبب خلاف قديم حول العمل القسري الذي فرضه المستعمر الياباني على الكوريين خلال الحرب العالمية الثانية.