كوريا الجنوبية على خط أزمة سلاسل الإمدادات العالمية.. قصة إضراب مدمر
دخلت كوريا الجنوبية على أزمة سلاسل الإمدادات، من خلال إضراب آخذ بالتوسع لسائقي الشاحنات الذين أصابوا العديد من القطاعات بأزمة إمدادات.
وهذا الشهر، امتد إضراب سائقي الشاحنات في كوريا الجنوبية إلى اليوم الـ13، مما أجبر الشركات المصنعة في البلاد على تقليص الإنتاج وإبطاء حركة المرور في موانئها.
والإضراب الحالي ليس الأول لقطاع النقل البري (الشاحنات)، بل سبقته عدة إضرابات خلال العام الجاري، أكثرها حدة كان في يونيو/حزيران الماضي، عندما امتد الإضراب لأكثر من أسبوعين اثنين.
الخسائر 3.1 مليار دولار
وتجاوزت الشحنات المفقودة خلال الإضراب الحالي، حاجز 3.5 تريليون وون، أو 3.1 مليارات دولار أمريكي، بحسب بيانات وزارة التجارة والصناعة والطاقة في كوريا الجنوبية.
وتعتمد كوريا الجنوبية على الشاحنات، كمصدر إمدادات آمن لعديد من المصانع الكبرى في البلاد، بسبب عدم توفر وسائل النقل عبر سكك الحديد في عديد المدن الرئيسية.
وإضراب سائقي الشاحنات هو أحدث صداع لسلسلة التوريد العالمية التي تعاني بالفعل من إغلاق Covid-19 في الصين والحرب الروسية الأوكرانية، خاصة أن الشركات الكورية هي المورد الرئيسي للمكونات والمواد الحيوية مثل أشباه الموصلات والصلب.
على سبيل المثال، قالت شركة هيونداي موتورز إنها اضطرت إلى خفض الإنتاج في أحد مصانعها المحلية بسبب الإضراب؛ فيما قالت شركة بوسكو، أكبر شركة لتصنيع الصلب في كوريا الجنوبية، إنها أوقفت العمليات في بعض المنشآت بسبب نفاد مساحة تخزين المنتجات.
إضراب شركة هانكوك للإطارات
في المقابل، قالت شركة هانكوك للإطارات إنها اضطرت إلى قطع الشحنات اليومية، فيما يتهدد الغلق المؤقت الشركة في الإضراب الحالي، بسبب إضراب سائقي الشاحنات،
ويطالب اتحاد تضامن سائقي شاحنات البضائع مرارا، بظروف أكثر أمانا وأجور معقولة وأنه ليس أمامه "خيار" سوى الإضراب عندما لا يتم تلبية مطالبه.
وحثت وزارة النقل في كوريا الجنوبية، التي تواصل التفاوض مع الاتحاد، سائقي الشاحنات على العودة إلى العمل في بيان. وقالت الحكومة إنها ستطبق إجراءات طارئة بما في ذلك إرسال 100 شاحنة بضائع من الجيش و 21 مركبة من وكالات حكومية محلية أخرى لنقل البضائع إلى الموانئ الرئيسية.
والأحد، أصدر اتحاد الشركات الكورية بيانا مع 30 مجموعة أخرى من صناعة الأعمال، بما في ذلك مصنعي أشباه الموصلات وشركات صناعة السيارات، يطالب سائقي الشاحنات بإلغاء الإضراب لأنه "تسبب في أضرار جسيمة للتصنيع والتجارة ، العمود الفقري لاقتصادنا".
ومنذ الخميس الماضي، توسعت الاضطرابات في سلسلة التوريد في البلاد وهو اليوم الثامن من الإضراب على مستوى البلاد من قبل أكثر من 20 ألف سائق شاحنة ، حيث تستعد الحكومة لأمر المزيد منهم بالعودة إلى العمل.
وقالت الوزارة في بيان أمس الإثنين، إن صناعات الأسمنت والصلب والسيارات وتكرير النفط شهدت خسارة تتجاوز 3.5 تريليون وون في الشحنات منذ بدء الإضراب الأسبوع الماضي.
وإحدى تبعات الإضراب، شهدت عديد محطات الوقود في مناطق بالبلاد، أزمة تذبذب إمدادات في المشتقات، بسبب عدم القدرة على توفير سائقين للشاحنات، لنقل الوقود من المصافي إلى أسواق التجزئة.
aXA6IDE4LjIyNC43My4xNTcg جزيرة ام اند امز