لأول مرة بتاريخ جنوب السودان.. دعوات للتغيير مع توقيف ناشطين
أوقف الأمن في جنوب السودان ناشطين معارضين على الأقل، انضما إلى حملة أطلقتها منظمات مدنية قبل أيام للمطالبة بتغيير سياسي في البلاد.
وتعد هذه المرة الأولى في تاريخ جنوب السودان التي تطلق فيها دعوة مماثلة للتحرك العام وتضم أشخاصا من قطاعات مختلفة بينهم أكاديميون وشخصيات من المجتمع المدني ومراكز فكرية ومحامون ومجموعات نسائية وشبابية بالإضافة إلى مسؤولين حكوميين سابقين.
وأطلق تحالف منظمات من المجتمع المدني الأسبوع الماضي حملة تطالب بتغيير سياسي بعد عشر سنوات من الاستقلال، شابتها حرب أهلية ونخرها الفساد وأثقلها الفقر، وتواجه اليوم حالة من عدم الاستقرار السياسي.
وقال ممثل الائتلاف الشعبي للعمل المدني رجب مهندس، أحد الداعين لحملة التغيير، لوكالة فرانس برس، عن توقيف المحافظ السابق كويل أغير كويل، والمحلل المعروف أوغستينو تينغ ماياي في جوبا لتوقيعهما على الإعلان.
وتزامن توقيفهما الإثنين مع أداء مئات المشرعين اليمين الدستورية في البرلمان الذي أعيد تشكيله مؤخراً، وكان بمثابة بند أساسي في اتفاق سلام أنهى حرباً أهلية ضارية.
وأغلقت السلطات معهد "سود" للأبحاث، وهو مؤسسة فكرية مستقلة منضوية في صفوف التحالف الداعي إلى التغيير السياسي، بينما بات مديره التنفيذ أبراهام أووليتش من بين ناشطين آخرين في عداد المطلوبين، وفق مهندس.
كشف أووليتش في تغريدة، أنه فرّ بعد اقتحام المعهد واعتقال موظفيه، على خلفية إعلان الائتلاف الشعبي للعمل المدني.
وأوضح قائلا: "شعبنا ينتفض لطرد الطغاة والقتلة، وأنا فخور بالوقوف إلى جانبهم"، مضيفاً "لقد حان الوقت لإسقاط هذا النظام الفاشل والخطر".
وأعلن الائتلاف الشعبي للعمل المدني في بيان الإثنين أنّه عازم على قيادة "ثورة" غير عنيفة في أحدث دولة في العالم والسعي إلى "تغيير النظام".
ودعا إلى استقالة كل من الرئيس سيلفا كير، وغريمه رياك مشار، الذي يشغل منصب نائب الرئيس، وهما يديران البلاد حالياً في تعايش صعب.
ويكافح جنوب السودان في ظل انعدام القانون والعنف العرقي منذ الحرب الأهلية التي خلفت قرابة 400 ألف قتيل.
وأعلن وقف لإطلاق النار عام 2018، لكن السلام ما زال هشا، إذ أن أجزاء كثيرة من البلاد الشاسعة التي يبلغ عدد سكانها 12 مليون نسمة، غير خاضعة للسلطة وتشهد أعمال عنف، فيما تعاني قوات الأمن من نقص التمويل والانقسام، فيما تواجه البلاد حالياً عدم استقرار مزمن وأزمة جوع كبيرة.