جنوب السودان.. التعايش يضيء مملكة الأزاندي من جديد

واليوم الخميس، جرى بمدينة يامبيور عاصمة ولاية غرب الاستوائية بدولة جنوب السودان، تتويج أوتوروبو بيني ريكيتو، حفيد الزعيم التاريخي لزعيم الزاندي قودوي باسنقي الذي قتله الاستعمار البريطاني العام 1905، ملكا لمملكة الأزاندي.

وجاء التتويج في احتفالية كبيرة حضرها مسؤولون رفيعو المستوى بالحكومة، إيذانا بعودة مملكة الازاندي إلى حيز الوجود بعد مضي أكثر من قرن كامل من الزمن.

أوتوروبو بيني ريكيتو ملك الأزاندي الجديد

وتزامن حفل تنصيب الملك الجديد لمملكة الأزاندي مع ذكرى الاحتفال السنوي بجده الزعيم قودوي باسنغي الذي قدم تضحيات كبيرة في مقاومة الحكم الأجنبي خلال فترة الحكم التركي والاستعمار الإنجليزي في السودان.

وأكد ريكيتو، الملك الجديد لمملكة الأزاندي التاريخية، خلال كلمة ألقاها على الجمهور بعد انتهاء مراسم التتويج، أن مملكته لن تنتهج السياسة القديمة التي اتسم بها عهد جده قودوي بغزو المناطق الأخرى، وإنما ستعمل من أاجل تحقيق التعايش السلمي مع جيرانهم.

وأضاف ملك الأزاندي في خطابه الذي يعتبر الأول له: "هناك بعض الناس يعتقدون أن إعادة إحياء المملكة يشكل بداية لمشكلة جديدة يثيرها الأزاندي، أؤكد لكم أن هذا لن يحدث إطلاقا، فالمملكة التي أعدنا إحيائها اليوم ليست لتكريس روح العداء والكراهية، وإنما لتقوية وتعزيز ثقافتنا الجميلة وقيمها المتمثلة في الوحدة والقوة والتماسك".

وأشار إلى أن "هناك حاجة لتنشئة جيل جديد من الأطفال الملمين بالثقافة والتقاليد القائمة على احترام التنوع، معتبرا أنه "حتى وإن كنا في العصر الحديث، فإن ثقافتنا الشعبية مهمة، لذلك قررنا إعادة المملكة إلى حيز الوجود مرة أخرى".

ومنذ مقتل الملك قودوي باسنغي، زعيم مملكة الأزاندي التاريخية، لم يقم أحفاده بإعادة إحياء ملكه خلال الحقب التاريخية المنصرمة، بسبب الحرب الأهلية الطويلة التي شهدتها الدولة السودانية قبيل انفصال جنوب السودان، والتي دارت رحاها في معظم أقاليم جنوب السودان بما فيها حدود أراضي مملكة الأزاندي بغرب الاستوائية.

وقبل أيام من تنصيبه، التقى أوتوروبو بيني ريكيتو رئيس دولة جنوب السودان سلفاكير ميارديت، في العاصمة جوبا، بغرض دعوته للمشاركة في مراسم الاحتفالات بمدينة يامبيو عاصمة الولاية ومرقد الملك قودي الذي أقيمت أمامه مراسم تتويج حفيده.