غرينلاند ليست استثنائية.. سوابق تاريخية في شراء الأراضي ذات السيادة

في الوقت الذي يثير فيه عرض الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بضم غرينلاند وقناة بنما لسيادة بلاده جدلاً كبيراً، يُقدم التاريخ نماذجَ لسوابق حدث فيها أن اشترت بلد ما أراضي بلد آخر.

وفي حين تبدو الأمثلة وقد قلت مع تطور الزمن، إلا أن عرض ترامب الأخير يثبت أن كل شيء متاح في السياسة، أو على الأقل للدول الكبرى.

ووفقا لتقرير نشره موقع "ذي كونفرسيشن"، ففي حين قد يبدو اليوم غريبًا أن تشتري دولة ذات سيادة أراضي من دولة أخرى، لكن هناك العديد من الحالات التي حدث فيها هذا عبر التاريخ.

• ثروات النفط والذهب.. حقائق اقتصادية وراء طمع ترامب في ضم «غرينلاند»

مشتريات أمريكية

في أوائل القرن التاسع عشر، اشترت الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا من توسعها الغربي شمل ذلك "شراء لويزيانا"، وهي مساحات شاسعة من الأراضي في أمريكا الشمالية، حيث تم شراؤها من فرنسا في عام 1803 مقابل 15 مليون دولار (ما يعادل 416 مليون دولار أمريكي وفقًا للأسعار الجارية لعام 2024).

وبعد نحو نصف قرن دفعت الولايات المتحدة للمكسيك مقابل مساحات واسعة من الأراضي بعد حرب المكسيك-أمريكا، كما اشترت الولايات المتحدة ألاسكا من روسيا في عام 1867 مقابل 7.2 مليون دولار (يعادل أكثر من 150 مليون دولار اليوم).

واشترت أيضا جزر فرجين الأمريكية من الدنمارك في عام 1917 مقابل 25 مليون دولار (يعادل أكثر من 600 مليون دولار اليوم) مقومة بالعملات الذهبية.

دول أخرى

ولا يقتصر الأمر على الولايات المتحدة فقط، فقد قامت دول أخرى بشراء أراض ذات سيادة، مما أدى إلى نقل الولاية القضائية على السكان المحليين وضم أراضٍ، والوصول إلى طرق مائية حيوية، أو ببساطة توفير حواجز جغرافية.

من بين هذه الدول اليابان التي اشترت عام ٢٠١٢ مجموعة من الجزر المتنازع عليها مع الصين، وأعلنت الحكومة اليابانية أنها اشترت ثلاثا من بين خمس جزر تستأجرها من عائلة كوريهارا التي كانت بدورها اشترتها عام 1972 من عائلة يابانية أخرى، ظلت تسيطر على الجزر منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، وتملكت الحكومة اليابانية إحدى الجزيرتين المتبقيتين، ولا تزال تستأجر الأخرى من عائلة كوريهارا اليابانية، وبلغت قيمة الصفقة 2.05 مليار ين ياباني (26.18 مليون دولار أمريكي).

من بين الدول أيضا التي اشترت أراضي سيادية البرازيل، التي اشترت ولاية أكرة من بوليفيا عام ١٩٠٣، بقيمة 2,000,000 جنيه استرليني (تعادل 2.4 مليون دولار) وتبلغ مساحتها ١٤٢،٨٠٠ كم².

كما اشترى الاتحاد السوفياتي من فنلندا أرض يانيسكوسي-نيشاكوسي بمبلغ 700,000,000 مارك فنلندي (تعادل 12.7 مليون دولار) عام ١٩٤٧، وتبلغ مساحتها 176 كم².

كما اشترت ألمانيا ثلاث مناطق هي إلتن، وسيلفكانت، وسوديرفيك من هولندا بقيمة 280 مليون مارك ألماني (تعادل 146.7 مليون دولار) عام ١٩٦٣، وتبلغ مساحتها ٦٩ كم².