السيجار الفضائي.. محاولة بحثية تفتح أبواب الغموض حول الجسم النادر
![جسم فضائي شبيه بالسيجار](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/18/214-142505-space-cigar-rare-body_700x400.jpg)
في عام 2017، اكتشف علماء الفلك أول جسم يمر عبر الفضاء بين النجوم، وليس مرتبطًا بأي نجم في النظام الشمسي. وتمت تسمية هذه الأجسام باسم "أوومواموا"، وأثارت العديد من الدراسات لفهم أصل هذا الكائن الفضائي ومساره.
ويتميز "أوومواموا" بخصائصه الفريدة التي لا تشبه أي شيء يدور حول شمسنا، مما جعل العلماء يتساءلون عن كيفية تشكيل مثل هذا الكائن.
زائر فضائي غامض يغير مسار الكواكب العملاقة
الآن، قام الباحثان شي-لينغ تشينغ وجي-لين تشو باستخدام المحاكاة العددية لاختبار التكوينات المحتملة لأنظمة شمسية يمكن أن تؤدي إلى تشكيل أجسام مشابهة لـ "أوومواموا".
أظهرت نتائجهم أن الأنظمة الشمسية التي تحتوي على كوكب عملاق واحد تمتلك الآلية المدارية اللازمة لخلق مثل هذا الجسم، ولكن قد تكون هناك تفسيرات أخرى لازمة.
ونُشرت نتائج الدراسة في مجلة " الإخطارات الشهرية للجمعية الفلكية الملكية" في فبراير 2025، و بدأ الباحثان دراستهما من خلال العمل إلى الوراء باستخدام الخصائص المعروفة لـ "أوومواموا"، حيث أظهر الجسم عند رؤيته عبر تلسكوبات الأرض في عام 2017 سطوعًا متغيرا بشكل مكثف، حيث كان يتغير من السطوع إلى الخفوت كل أربع ساعات، وفسر الفلكيون هذه التغيرات بأنها تعود لجسم بيضاوي الشكل، يشبه السيجار، ويتدحرج عبر الفضاء.
وكان هناك أمران جعلا "أوومواموا" فريدين: أولاً، بدا أن له سطحا جافا وصخريا، مشابها للكويكبات المعروفة في نظامنا الشمسي، ولكن الشيء الغريب هو أنه غير مساره بطرق لا يمكن تفسيرها ببساطة بواسطة قوانين الجاذبية، مما يعني أن شيئا آخر كان يتسبب في تغييره لمساره.
قد تكون التغييرات في المسار هذه مشابهة لتلك التي نراها في المذنبات الجليدية، حيث يعمل الغاز المتصاعد من الجليد المُسخن كدافع، فيغير مسار المذنب، لكن "أوومواموا" أظهر مزيجا من خصائص المذنبات والكويكبات في آن واحد.
أحد التفسيرات المحتملة، التي تم اقتراحها في عام 2020، هي أن أجساما مشابهة لـ "أوومواموا" قد تتشكل عبر التفتيت المدّي، يحدث هذا عندما يمر جسم غني بالمواد المتطايرة (مثل مذنب ضخم) بالقرب من نجمه بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تحطمه إلى شظايا طويلة ورقيقة، وتسبب عملية التسخين في هذه التفاعلات المتطرفة في تكوين قشرة صخرية ممتدة، مع الحفاظ على جوهر من الجليد تحت السطح
وهذا المزيج الفريد الذي لم يُشاهد في نظامنا الشمسي يمكن أن يفسر مناورات "أوومواموا" المدارية رغم تكوينه الصخري.
وتفسير آخر هو أن الأنظمة الشمسية التي تحتوي على كواكب عملاقة تُعد الأكثر فاعلية في إنتاج أجسام مشابهة لـ "أوومواموا"، خصوصًا إذا كانت الكواكب ذات مدارات غريبة. ومع ذلك، لا يزال هذا التفسير لا يتناسب تماما مع أصل "أوومواموا"، حيث تميل هذه التفاعلات إلى إنتاج شظايا ليست طويلة بالقدر المطلوب.
في النهاية، وعلى الرغم من وجود تفسيرات قوية محتملة للعملية التي أنتجت "أوومواموا"، فإن نوع النظام الشمسي الذي أنتجه ما يزال سؤلا مفتوحا.