هل نحن كائنات فضائية؟ عينات كويكب «بينو» تحمل الإجابة
![عينات من الكويكب بينو](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/02/214-192711-aliens-asteroid-samples-bennu_700x400.jpg)
أعلن العلماء أن العينات التي جلبتها ناسا من الكويكب "بينو" تحتوي على مكونات أساسية للحياة، بالإضافة إلى بقايا مالحة من عالم مائي قديم.
هذه النتائج تقدم أقوى دليل حتى الآن على أن الكويكبات قد تكون زرعت بذور الحياة على الأرض، وأن هذه المكونات كانت تتفاعل مع الماء منذ بداية تشكل النظام الشمسي، بما يعني أصولنا جميعا قد تنحدر من كائنات فضائية.
وأعادت مركبة ناسا "أوزيريس-ريكس" الفضائية 122 غراما من الغبار والحصى من الكويكب القريب من الأرض "بينو"، وسلمت العينة إلى صحراء يوتا في عام 2023 قبل أن تنطلق لمهمة جديدة لاستكشاف صخرة فضائية أخرى.
وتعد هذه العينة الأكبر التي تم جمعها من الفضاء بعد القمر، إذ أن بعثتي اليابان السابقتين لجمع عينات من الكويكبات جلبتا كمية أقل بكثير.
تم تقسيم كميات صغيرة من الحبوب السوداء الثمينة من بينو،التي تعتبر بقايا من تكوين النظام الشمسي منذ 4.5 مليار سنة، إلى فريقين بحثيين، ونُشرت دراساتهما في مجلتي "نيتشر" و"نيتشر أسترونومي"، وقد كانت الكميات المجمعة كافية لاستخراج المعادن الغنية بالصوديوم وتأكيد وجود الأحماض الأمينية والنيتروجين على شكل الأمونيا، وحتى أجزاء من الشيفرة الجينية.
وأشار العلماء إلى أن بعض أو كل الأملاح الدقيقة التي وجدت في الكويكب بينو قد تتآكل إذا كانت موجودة في النيازك الساقطة على الأرض.
وقال ياسوهيتو سيكين من معهد العلوم في طوكيو، والذي لم يشارك في الدراسات، إن "هذا الاكتشاف كان ممكنا فقط من خلال تحليل عينات جُمعت مباشرة من الكويكب وتم الحفاظ عليها بعناية على الأرض".
وأضاف تيم مكوي، أمين قسم النيازك في المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي: "دمج مكونات الحياة مع بيئة تحتوي على ماء مالح غني بالصوديوم هو بالفعل المسار نحو الحياة"، مشيرا إلى أن هذه العمليات ربما حدثت في وقت أسبق وبشكل أوسع مما كان يُعتقد سابقًا.
كما أعرب دانييل غلافين من ناسا عن دهشته من الوفرة النسبية للنيتروجين، بما في ذلك الأمونيا، وأكد أن جميع الجزيئات العضوية التي وجدت في عينات بينو قد تم التعرف عليها من قبل في النيازك، لكن تلك الموجودة في بينو هي مواد عضوية حقيقية تشكلت في الفضاء وليس نتيجة تلوث أرضي.
أظهر العلماء أن الكويكب بينو كان في الأصل جزءًا من جسم أكبر تعرض للتصادم مع صخور فضائية أخرى. وتشير النتائج الأخيرة إلى أن الجسم الأم قد احتوى على شبكة واسعة من البحيرات أو حتى المحيطات تحت الأرض، والتي تبخرت تاركة وراءها الأملاح.
ويعمل نحو 60 مختبرا حول العالم على تحليل أجزاء من عينات بينو ضمن الدراسات الأولية، وفقًا لدانتي لوريتا من جامعة أريزونا، وهو العالم الرئيسي للمهمة الذي شارك في الدراستين.
ومعظم العينات التي تم جمعها خلال هذه المهمة البالغة تكلفتها مليار دولار، قد تم الاحتفاظ بها لأغراض التحليل المستقبلي. ويؤكد العلماء الحاجة إلى المزيد من الاختبارات لفهم أفضل للعينات، بالإضافة إلى الحاجة لإجراء بعثات إضافية لجمع عينات من الكويكبات والمذنبات، وتخطط الصين لإطلاق بعثة لجمع عينات من الكويكبات هذا العام.
وينادي العديد من العلماء ببعثة لاستكشاف الكوكب القزم "سيريس"، الذي يشتبه في أنه يحتوي على مياه، وكذلك أقمار كوكب المشتري وزحل التي تعتبر عوالم مائية مثيرة للاهتمام.
وفي الوقت نفسه، تنتظر ناسا تسلم عينات أساسية من المريخ، ولكن تأخر تسليمها بسبب دراسة وكالة الفضاء لأسرع وأقل تكلفة لإحضارها إلى الأرض.
واختتم مكوي قائلاً: "هل نحن وحدنا؟ هذا هو أحد الأسئلة التي حاولنا الإجابة عنها، وتشير النتائج إلى أن أصولنا جميعا تنحدر من كائنات فضائية".
aXA6IDMuMTcuMTgxLjIzMiA= جزيرة ام اند امز