لبنان في ظلام جديد.. انقطاع كهرباء شامل يثير أزمة وتحركات عاجلة

شهد لبنان انقطاعا كهربائيا شاملا أعاد للأذهان أزمات "العتمة السابقة" ما دفع وزير الطاقة للمطالبة بتحقيق عاجل وسط شكوك حول أسباب العطل المفاجئ في محطات الكهرباء.
في ظل موجة حر خانقة وارتفاع غير مسبوق في نسبة الرطوبة، عانى لبنان من انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي، مما أثر على المنازل والمرافق الحيوية، بما في ذلك محطات ضخ المياه.
وبحسب تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) طالب وزير الطاقة والمياه اللبناني جو الصدي بإجراء تحقيق فوري مع مؤسسة كهرباء لبنان لتحديد أسباب العطل المفاجئ في محطة التحويل الرئيسية بمعمل الذوق الحراري، وأشار إلى احتمال وجود خلل تقني أو عمل تخريبي خاصةً مع تكرار الأعطال في ظروف مناخية مشابهة، مع اتخاذ خطوات لعدم تكرار أزمة الانقطاع الشامل التي حدثت في 2024.
تفاصيل التحقيقات الأولية حول انقطاع الكهرباء في لبنان
أفادت تحقيقات أولية بأن الظروف المناخية التي سبقت الانقطاع كان لها دور كبير في حدوثه، وتم التركيز على مراجعة سجلات الصيانة وأداء المعدات خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث أوضحت مصادر فنية أن أعطالًا مشابهة تحدث سنويًا في فصل الصيف، لكن شدتها تختلف بناءً على قدرة الشبكة على التحمل.
من جهتها، أكدت مؤسسة كهرباء لبنان أن الفرق الفنية بدأت على الفور أعمال الإصلاح والتبريد، مع إعادة ربط المجموعات الإنتاجية تدريجيًا.
وبدأت مؤسسة كهرباء لبنان بإعادة تشغيل بعض الوحدات الصغيرة خلال الساعات الأولى من عمليات الصيانة، حيث عملت فرق الصيانة بشكل متواصل لإصلاح الخلل، وتم تنفيذ إجراءات تبريد لتخفيف الضغط الحراري على المعدات.
شملت هذه الجهود إعادة تشغيل الوحدات الغازية قبل الوحدات البخارية الأكبر، بهدف ضمان توفير الحد الأدنى من الطاقة اللازمة، وفقًا لما أفادت به منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت تقارير محلية إلى أن بعض الوحدات البخارية تحتاج إلى 24 ساعة لإعادة التشغيل، مما أثار انتقادات حادة من الخبراء الذين دعوا إلى تسريع الاستثمارات في مصادر الطاقة البديلة.
أسباب انقطاع الكهرباء في لبنان
أرجعت مؤسسة كهرباء لبنان انقطاع الكهرباء إلى عطل فني ناجم عن انخفاض عزل أحد عوازل جسور التوصيل في محول التوتر العالي بمحطة الذوق الحراري.
وقد أشارت المؤسسة إلى أن الظروف المناخية السائدة، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة ونسب الرطوبة العالية في أغسطس/آب (2025)، ساهمت بشكل كبير في حدوث هذا العطل.
وحذرت مؤسسة كهرباء لبنان من أن الانقطاعات قد تتكرر إذا استمرت الظروف المناخية القاسية، خاصة مع نقص الوقود اللازم لتشغيل المحطات بكامل طاقتها، وأكدت أن الأولوية ستكون للمرافق الصحية ثم المناطق السكنية الأكثر تضررًا.
تأثير انقطاع الكهرباء بلبنان على الحياة اليومية
لم يقتصر تأثير انقطاع الكهرباء على المنازل والمؤسسات التجارية فحسب، بل شمل أيضًا مرافق حيوية مثل محطات الضخ التابعة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، هذا الأمر أدى إلى انخفاض ساعات التغذية بالمياه في العاصمة بيروت والمناطق الساحلية.
مطالبات بإصلاح جذري لإنقاذ انقطاع الكهرباء في لبنان
يطالب خبراء الطاقة بضرورة إجراء إصلاحات شاملة لانقطاع الكهرباء في لبنان، تشمل تحديث البنى التحتية القديمة للمعامل الإنتاجية ودمج مصادر الطاقة المتجددة ضمن المزيج الوطني، وهذه الخطوات من شأنها تقليل الاعتماد الكبير على المحروقات المستوردة التي تثقل كاهل الخزينة العامة، مع ضرورة تبني خطة عاجلة.
وتتصاعد المطالبات بإنشاء آلية تمويل دولية خاصة، على نمط الصندوق الدولي لإعادة إعمار البنى التحتية الكهربائية، كما حدث في عدة دول عانت من أزمات مماثلة.