جهاز فضائي يفضح 50 موقعا ضخما لانبعاثات الميثان.. بالصدفة
نجح جهاز وضعته وكالة ناسا في المدار حول الأرض في اكتشاف مواقع ضخمة لانبعاثات غاز الميثان في جميع أنحاء العالم، بالصدفة البحتة.
وغاز الميثان هو أيضا ثاني غازات الدفيئة البشرية المصدر بعد ثاني أكسيد الكربون. غير أن الاحترار الذي يتسبب به هو أعلى بثماني وعشرين مرّة في الكيلوجرام الواحد من ذاك الناجم عن ثاني أكسيد الكربون. لكنّ مدّة بقائه في الغلاف الجوي تُعدّ قصيرة نسبيا، مع قرابة عشر سنوات في مقابل عشرات السنوات أو حتّى المئات منها لثاني أكسيد الكربون.
وأطلقت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية الجهاز من أجل تطوير دراسات الغبار المحمول في الجو وتأثيراته على تغير المناخ، لكنه تمكن من رصد انبعاثات الميثان، أحد أهم الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحراري.
وتمكن الجهاز، الذي يُطلق عليه جهاز قياس الطيف التصويري، من تحديد ما يزيد على 50 من "بواعث الميثان الفائقة" في آسيا الوسطى والشرق الأوسط وجنوب غرب الولايات المتحدة منذ تركيبه في يوليو/ تموز على متن محطة الفضاء الدولية.
تشمل بواعث الميثان الضخمة، التي تم الكشف عن بعضها مؤخرا والبعض الآخر معروف سلفا، منشآت ضخمة للنفط والغاز ومدافن قمامة كبيرة.
وتم تصميم الجهاز في الأساس لتحديد التركيب المعدني للغبار المتصاعد في الغلاف الجوي من صحاري الأرض والمناطق القاحلة الأخرى عن طريق قياس الأطوال الموجية للضوء المنعكس من سطح التربة في تلك المناطق.
واتضح أن الميثان يمتص ضوء الأشعة تحت الحمراء بأسلوب فريد يمكن للجهاز اكتشافه بسهولة، حسبما قال العلماء في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا بالقرب من لوس أنجلوس، الذي تم فيه تصميم الجهاز وصناعته.
وتساعد الدراسة، التي تحمل اسم "دراسة الغبار المعدني لسطح الأرض"، العلماء على تحديد صحة أو خطأ احتمال أن يكون الغبار المحمول جوا في أجزاء مختلفة من العالم يمتص حرارة الشمس أو يؤدي لانحرافها، مما يسهم في ارتفاع درجة حرارة الكوكب أو تبريده.
ما هو غاز الميثان؟
غاز الميثان الذي يحمل رمز "سي إتش 4" شائع جدّا وموجود بشكل طبيعي على الأرض، إذ إنّه أبرز مكوّنات الغاز الطبيعي الذي يستخدم على نطاق واسع لتوليد الطاقة.
ويساهم الميثان أيضا في إنتاج الأوزون، وهو غاز خطير ملوّث يضرّ الإنسان والبيئة على حدّ سواء. وقد ازدادت الانبعاثات العالمية للميثان بنسبة 9% بين 2006 و2017، وفق دراسة أجراها أكثر من مائة باحث من بلدان مختلفة تحت راية مشروع الكربون العالمي نشرت نتائجها سنة 2020.
انبعاثات الميثان ذات مصدر طبيعي بنسبة 40% تقريبا، خصوصا في المناطق الرطبة. وتختزن التربة الصقيعية كمّيات كبيرة من الميثان قد تطلق في الجوّ في حال تواصل ذوبان هذه الأراضي المتجمدّة، بفعل الاحترار المناخي.
أما الأنشطة البشرية، فهي مسؤولة مباشرة عن النسبة المتبقّية بحدود 60%. والجزء الأكبر من هذه الانبعاثات يصدر عن قطاع الزراعة بحسب الباحثين، مع نحو 30% متأتية من تربية المواشي (التخمّر الهضمي والزبل) و8% من زراعة الأرزّ.