الفضاء.. منجم اقتصادات المستقبل بتريليونات الدولارات
انتعاشة قوية يعيشها ما يعرف بـ"اقتصاد الفضاء" في العالم، متحديا كافة التداعيات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي.
تنظر المؤسسات البحثية الحكومية والشركات العالمية الخاصة نحو الفضاء باعتباره منجم تعدين العائدات المالية مستقبلا، والدليل الذي ينبغي اتباعه لتطوير تكنولوجيا مجالات عديدة في اقتصاد اليوم.
حجم اقتصاد الفضاء
يقدر بنك أوف أمريكا في مذكرة بحثية حجم اقتصاد الفضاء بحوالي 424 مليار دولار حتى نهاية عام 2019، وفقا لأحدث البيانات المعلنة.
ويتوقع البنك العالمي أن تنمو هذه الصناعة بقوة حتى تصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2030، وذلك استنادا إلى معدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.6%، وهو متوسط النمو خلال أخر عامين.
وترشح المذكرة البحثية أن يتم توليد العائدات الأساسية من خدمات الأقمار الصناعية والصواريخ، في ظل توقعات تنامي الطلب بكثافة على إنترنت الأقمار الصناعية، وتوصيل الطرود بالصواريخ.
- لهذا السبب قطع مسبار الأمل 5 أضعاف المسافة بين الأرض والمريخ
- الإعلام الروسي يسلط الضوء على وصول "مسبار الأمل" إلى مدار المريخ
- خطط الإمارات لاستكشاف الفضاء.. المريخ مجرد البداية
كما أن هناك مجالات واعدة للسياحة الفضائية وتوظيف تكنولوجيا الفضاء في تطوير قطاعات الإسكان والزراعة والتعدين والمناجم.
وعلى صعيد الاستثمارات، فقد شهدت قفزات هائلة فبعد أن كانت لا تتجاوز 1.06 مليار دولار خلال الفترة من 2000 حتى 2004، فقد ناهزت 16.84 مليار دولار أمريكي منذ 2015 حتى 2019.
ويأتي هذا النمو الاستثمار، بدعم من مشروعات واسعة لغزو الفضاء والصعود إلى كوكب المريخ، وذلك بقيادة دول كبرى تتمثل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا والهند، مع ظهور قوى صاعدة في عالم الفضاء مثل الإمارات.
نمو الاستثمارات الخاصة
تضع شركات القطاع الخاص قدمها بقوة في اقتصاد الفضاء، إذ كشف تقرير صادر عن شركة سبيس كابيتال الأمريكية أن الاستثمار الخاص في شركات الفضاء بلغ في 2020 نحو 8.9 مليار دولار.
وعلق تشاد أندرسون، الشريك الإداري للشركة، بأنه على الرغم من التوقعات بأن البنية التحتية للفضاء ستكون الأكثر تضررا من وباء كورونا، إلا أنه تبين أن عام 2020 سجل رقما قياسيًا للاستثمار.
وهناك شركات عالمية تقود هذه الاستثمارات أملا في تنظيم رحلات سياحية للفضاء والاستفادة من تقنيات الإنترنت الفضائي، بقيادة أيلون ماسك مؤسس شركتي تسلا وسبيس إكس لعلوم الفضاء والتي تستهدف توصيل الناس إلى كوكب المريخ مستقبلا، وجيف بيزوس مؤسس متجر أمازون للتسوق الإلكتروني والذي أطلق شركة بلو أوريجن للهبوط على سطح القمر.
هذا إلى جانب ريتشارد برانسون مؤسس شركة فيرجن للطيران، إلى جانب شركة مايكروسوفت
مجالات اقتصادات الفضاء
يفتح الفضاء المجال للعديد من الأنشطة الاقتصادية، أبرزها إطلاق الأقمار الصناعية لأغراض الاتصالات والمراقبة الأرضية في ضوء الثورة غير المسبوقة بمجال الإعلام المرئي، إلى جانب الأقمار النانونية، حيث تم إطلاق ما يقرب من 100 قمر من هذا النوع خلال عام 2014. وتوضع الأقمار النانوية التي تستخدم في المراقبة الأرضية اليومية.
وتتضمن مجالات الاستثمار تكنولوجيا المعلومات والإنترنت المعتمدة على الأقمار الصناعية، فضلا عن التنقيب والتعدين في الفضاء، وسياحة الفضاء بواسطة المركبات الفضائية.
وتعتبر مصادر الطاقة المتجددة مجالا نشطا للأبحاث والدراسات والتطوير داخل وكالات الفضاء.
كما تلعب تكنولوجيا الفضاء في مجالات التخطيط الزراعي، وإدارة الكوارث والأزمات، ومراقبة الأرض، وحركة النقل، والتخطيط العمراني الحضري.
استثمار عربي في الفضاء
تشهد استثمارات الفضاء زخما حاليا في الوطن العربي، بقيادة دولة الإمارات العربية المتحدة والتي حققت إنجازا عالميا ببلوغ مسبار الأمل مدار كوكب المريخ بسلام، معلنا بداية عصر استكشاف دولة الإمارات للكوكب الأحمر والتعرف على جيران الأرض.
ويعد قطاع الفضاء الإماراتي الأكبر على مستوى المنطقة، من حيث الاستثمارات وحجم المشاريع، فضلاً عن عدد الشركات، التي تشتغل بالقطاع، ليصل حجم استثمارات الدولة فيه إلى أكثر من 22 مليار درهم.
كما تخطط السعودية لدعم برنامجها الفضائى بثمانية مليارات ريال (2.1 مليار دولار) بحلول عام 2030 فى إطار خطة التنويع الاقتصادى التى تهدف إلى جذب الاستثمار الأجنبى وخلق آلاف من فرص العمل للشبان فى المملكة.