لهذا السبب قطع مسبار الأمل 5 أضعاف المسافة بين الأرض والمريخ
تبلغ المسافة بين الأرض والمريخ 100 مليون كيلو متر، فلماذا قطع مسبار الأمل 500 مليون كيلومتر قبل أن يصل إلى هناك؟
الدكتور أشرف تادرس، الرئيس السابق لقسم الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر، يفسر ذلك بقوله أن المهام الفضائية المنطلقة نحو الكواكب لا تحسب المسافة بين الأرض والكواكب بأنها مسافة بين نقطتين على خط مستقيم.
وتتحرك الكواكب باستمرار في مداراتها حول الشمس، ويجب على مخططي المهام الفضائية حساب المدارات المثالية، لاختيار المدار المناسب لإرسال مركبة فضائية من الأرض إلى المريخ.
ورغم أن الأرض والمريخ والشمس كانت في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2020 على خط واحد، وهي الظاهرة التي تعرف بـ"تقابل المريخ"، إلا أن الإطلاق تم في شهر يوليو/ تموز، لأن قرب المسافة ليس كل شيء.
وتابع تادرس: "تدور الأرض والمريخ حول الشمس، وكوكبنا يتحرك أسرع بكثير من المريخ، لذلك من الأفضل أن يكون إطلاق أي مسبار قبل شهرين تقريباً من حدوث تقابل المريخ، وليس أثناء التقابل، لأنه بناءً على سرعة حركة المريخ والأرض في مداريهما، بالإضافة إلى سرعة المركبة الفضائية، لن يلتقي المسبار بالمريخ".
وأضاف: "نافذة الإطلاق يتم تحديدها بناء على المسار الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وفي العام 2020 كانت نافذة الإطلاق نظرياً من منتصف يوليو/تموز إلى منتصف أغسطس/آب، وعليه فإن المسبار سيسلك المدار الأكثر كفاءة في استهلاك الوقود، وخلال هذا الوقت تتحرك الأرض والمريخ على مسافة قصيرة نسبياً، لكن ليس على أقرب مسافة".
وشبه الأمر بإطلاق سهم على هدف متحرك، حيث يجب حساب أين سيكون الكوكب عندما تصل المركبة الفضائية، وليس أين يوجد عندما تغادر المركبة الأرض.
ويقول: "خلال الأشهر السبعة التي أستغرقها المسبار في الوصول إلى المريخ، تحرك الكوكب حول مداره، وعليه يجب التخطيط للتأكد من أنه بحلول الوقت الذي تصل فيه المركبة إلى مدار المريخ، يكون الكوكب في المكان الذي نحتاج أن يكون فيه عمليا".
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg
جزيرة ام اند امز