"إنجازات الخمسين".. مسبار الأمل حول المريخ والإمارات تعانق التاريخ
عانقت دولة الإمارات التاريخ مجددا وسطرت بأحرف من نور إنجازها التاريخي في مستهل مسيرتها للخمسين عاما المقبلة.
وذلك مع وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر بعد رحلة مليئة بالتحديات نجح أبناء الإمارات أعضاء فريق عمل المشروع في التغلب عليها بعزيمة وإصرار كبيرين.
ومع الإنجاز التاريخي الذي حققته الإمارات باعتبارها خامس دولة على مستوى العالم تصل إلى الكوكب الأحمر تم تحقيق عدد من الأرقام القياسية التي تعكس ريادة عالمية للدولة في قطاع الفضاء العالمي، فالأهداف العلمية للمسبار تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم كونها تستهدف رسم صورة كاملة للتغيرات المناخية التي يشهدها الكوكب الأحمر.. كما أن تكلفة المسبار هي الأقل على مستوى العالم والمدة الزمنية لإنجاز المشروع كان أيضا الأقل مقارنة بمشاريع عالمية مماثلة إضافة إلى ريادة الدولة العالمية في الوصول إلى المريخ من المحاولة الأولى.
وأكد مسؤولون في تصريحات لوكالة أنباء الامارات "وام" أن وصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره حول كوكب الإمارات منح العرب إنجازات تاريخيا غير مسبوقة وعكس للعالم أجمع قدرتهم على وضع بصمة عالمية بارزة في هذا القطاع.
وأشاروا إلى أن رحلة دولة الإمارات للوصول إلى المريخ كانت حافلة بالتحديات التي نجح فريق العمل في التغلب عليها ليقدموا دروسا في الإرادة والعزيمة والطموح.
وتقدم الدكتور محمد القوصي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، بالتهنئة إلى دولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا بمناسبة نجاح وصول مسبار الأمل إلى مداره حول الكوكب الأحمر .. مؤكدا أن هذا الإنجاز هو إنجاز للعرب جميعا.
وقال إن إنجازات دولة الإمارات في قطاع الفضاء تتواصل مع وصول مسبار الأمل إلى مداره.. مؤكدا أن فريق عمل المشروع الذي ضم نخبة من الشباب الإماراتي كان نموذجا في الإرادة والتحدي والطموح.
وأشاد بمهمة مسبار الأمل والأهداف العلمية السامية التي ستعود بفوائد جمة على البشرية جمعاء.. لافتا إلى أن هذا الإنجاز يؤكد على القدرات الكبيرة للشباب العربي والعقول المبدعة التي تزخر بها دولنا العربية.
إنجاز إماراتي وعربي
من جانبه، قال الدكتور عبداللطيف الشامسي مدير مجمع كليات التقنية العليا إن التاسع من فبراير 2021 سيظل محفورا في ذاكرة التاريخ ليوثق إنجازا تاريخيا إماراتيا عربيا بوصول مسبار الأمل بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر.
وأكد أننا نفتخر بقيادتنا الرشيدة التي ألهمت شباب الإمارات من أجل إنجاز هذا المشروع التاريخي ونجحوا بعزيمة وإرادة لا تلين في تحقيق الحلم والوصول بالمسبار إلى مداره وتمكنوا من التغلب على كافة التحديات التي واجهتهم في مسيرتهم.
وأشار إلى أن مسبار الأمل يمثل أول مشروع فضاء إماراتي عربي يصل إلى المريخ ليسجل التاريخ اليوم تأكيدا جديدا على قدرات الإنسان الإماراتي والعربي ومساهمته في إنتاج وتطوير المعرفة العلمية التي ستفيد البشرية.. مؤكدا أن لحظات تحقيق الحلم واقتراب "مسبار الأمل" من مساره مثلت دقائق حاسمة ونحن نرى بلادنا تقترب من تسجيل إنجاز تاريخي وفي فترة زمنية مليئة بالتحديات لتثبت للعالم أننا بلد "اللا مستحيل" بقيادة لا تعرف المستحيل وأن أبناء زايد هم الأمل للوطن والأمة.
إنجاز علمي وبحثي
وأضاف أن العالم اليوم ينظر إلى الإمارات وهي تساهم في الإنجازات العلمية والبحثية في مجال الفضاء منطلقة من إيمانها بقدرات الإنسان وإمكانات العقل البشري لتصنع بذلك المعجزات وتحقق ما كان يراه البعض أحلاما وفي زمن قياسي فمنذ إعلان قيادتنا الرشيدة في العام 2014 دخول الإمارات السباق العالمي لاستكشاف الفضاء والعمل على مشروع لإرسال أول مسبار عربي وإسلامي لاستكشاف كوكب المريخ أصبح قطاع الفضاء أحد القطاعات الحيوية في الاقتصاد الوطني للدولة وازداد التركيز على إعداد رأس المال الإماراتي البشري في مجال تكنولوجيا وعلوم الفضاء لنصل اليوم إلى هذا الإنجاز الكبير بقيادة فريق عمل إماراتي من الشباب الواعد الذي نفخر ونحن نراه يحمل هذا الإنجاز إلى الفضاء ومن بينه شباب من خريجي كليات التقنية العليا ممن يمثلون نماذج ملهمة ومشرفة لأبناء الإمارات.
وذكر "الشامسي" أن إنجازات الإمارات في مجال الفضاء أصبحت محط إلهام للشباب وطموح لهم ليكونوا جزءا من هذا التاريخ وكليات التقنية العليا ومنذ دخول الدولة السباق العالمي في مجال الفضاء ارتبطت بصور مختلفة من التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء، وكذلك مركز محمد بن راشد للفضاء بهدف دعم الجهود الوطنية في إعداد الموارد البشرية التي بإمكانها العمل والإبداع والإنجاز في هذا القطاع وتشجيع المشاريع والأفكار المبتكرة التي تصب في مجال علوم الفضاء.. لافتا إلى أن كليات التقنية خرجت آلاف الطلبة من التخصصات الهندسية والتكنولوجية الهامة لقطاع الفضاء كالهندسة الميكانيكية والإلكترونية والكهربائية والميكاترونكس وكذلك هندسة الطيران على مستوى الصيانة وتصميم هياكل الطائرات وغيرها.
وأشار إلى أن الكليات اليوم تشهد زيادة واضحة في إقبال الطلبة على دراسة التخصصات العلمية والتكنولوجية والتي تعتمد على التطبيق والممارسة والاحترافية في المهارات فلدينا أكثر من 5 آلاف طالب وطالبة في الهندسة بمختلف تخصصاتها و 6269 طالبا وطالبة في تقنية المعلومات بزيادة تصل إلى 30 في المائة عن العام الماضي في هذه التخصصات بالإضافة إلى ارتباط برامجهم الدراسية بالشهادات الاحترافية العالمية بما يدعم قدرتهم على التميز وأن يكونوا قادة في تخصصاتهم وأكثر جاهزية للخمسين عاما المقبلة من عمر دولتنا العظيمة.
ومن المتوقع أن ينقل المسبار كمية هائلة من المعلومات تقدر بنحو واحد تيرابايت من البيانات الجديدة عن الغلاف الجوي للمريخ كما يسهم في تكوين أول صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ والتي سيتم توفيرها للمجتمع العلمي العالمي في أكثر من 200 مؤسسة أكاديمية وبحثية.