الطقس الفضائي.. كيف أصبحت الشمس في 2025 تهديدا يوميا؟
في عام 2025، لم يعد الطقس الفضائي مجرد مصطلح علمي بعيد عن حياة الناس، بل أصبح مصدر قلق يومي.
ويؤثر هذا الطقس على الأنظمة التكنولوجية التي نعتمد عليها في الأرض وفي الفضاء القريب منها، ويشمل الانبعاثات الشمسية مثل التوهجات الشمسية والانبعاثات الكتلية الإكليلية التي تطلقها الشمس نحو الفضاء، وتتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض بما قد يحدث من اضطرابات وتأثيرات محسوسة.

وتعيش الشمس دورة نشاط تستمر نحو 11 عاما، وتتميز فترة الذروة بزيادة كبيرة في التوهّجات والانبعاثات الشمسية، وفي 2025، وصلت الشمس إلى ذورة هذه الدورة، ما يعني ارتفاع عدد الانفجارات الشمسية ومخاطر الطقس الفضائي.
وأحد هذه الانفجارات كان توهجا شمسيا من الفئة " X2.7 " في مايو/أيار، وهو أحد أقوى التوهجات، ووصل تأثيره إلى الأرض مسببا اضطرابات في اتصالات الراديو.
اضطرابات جيومغناطيسية مباشرة نحو الأرض
وخلال العام، سجل مراقبو الفضاء العديد من الأحداث التي يمكن أن تعد تهديدا يوميا، و في ديسمبر/كانون الأول، كانت توقعات عاصفة جيومغناطيسية من المستوى G3 قيد التحذير، ما يعكس اضطرابات قوية في المجال المغناطيسي الأرضي.
وفي سبتمبر/أيلول، أشارت مراكز الطقس الفضائي إلى انبعاثات من الشمس يمكن أن تسبب عواصف على الأرض مع إمكانية تعطيل الاتصالات ونظام تحديد المواقع العالمي(جي بي إس).

تأثير الطقس الفضائي على التكنولوجيا الحديثة
والانبعاثات الشمسية يمكن أن تتسبب في زيادة الاحتكاك الجوي في الطبقات العليا، ما يؤثر على مسارات الأقمار الصناعية ويُقصر من عمرها، خاصة في المدار المنخفض حول الأرض. كما حذرت دراسة حديثة من أن عاصفة شمسية قوية قد تؤدي إلى انهيار منظومة الأقمار الصناعية في غضون أيام إذا تعطلت نظم التحكم.
والاضطرابات الجيومغناطيسية يمكن أن تُحدث تقلبات في الشبكات الكهربائية، وتؤدي إلى انقطاعات في الطاقة وتعطل أنظمة الاتصالات، كما أظهرت محاكاة عواصف شمسية في مايو/أيار 2025.
كما يمكن أن يؤثر الطقس الفضائي على الملاحة الجوية عبر تعطيل الاتصالات والرصد الجوي فوق خطوط العرض العالية خلال العواصف.
لماذا يُعد 2025 عاما فاصلا في تهديدات الطقس الفضائي؟
وتبدو أحداث الطقس الفضائي أكثر انتشارا في عام 2025 لعدة أسباب منها:
أولا: ذروة الدورة الشمسية، فالنشاط الشمسي بلغ مستويات عالية غير معتادة مقارنة بالسنوات الماضية، ما يزيد من وتيرة التوهّجات والمخاطر المصاحبة.
ثانيا: الاعتماد التكنولوجي، فمع تعاظم دور الأقمار الصناعية وشبكات الاتصالات حول العالم، أصبحت أي اضطرابات فضائية أكثر تأثيرًا على الحياة اليومية.
ثالثا: تحسين الرصد ، فصور وأبحاث حديثة من ناسا تُظهر تفاصيل أدق للانبعاثات الشمسية والرياح الشمسية، ما يساعد في التنبؤ لكنها أيضا تؤكد حجم التهديدات الممكنة.

وعلى ذلك، فإن عام 2025 أثبت أن الطقس الفضائي لم يعد ظاهرة بعيدة عن التأثير على الأرض، بل أصبح تهديدا يوميا للشبكات الكهربائية، والاتصالات، والأقمار الصناعية، وأنشطة الملاحة في الفضاء.
و التحدي الآن هو تحسين النماذج التنبؤية وأنظمة الحماية لتقليل أثر هذه العواصف الشمسية على بنيتنا التحتية الحديثة، وضمان استقرار التكنولوجيا التي تدعم حياتنا اليومية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز