خطة طوارئ أوروبية.. إسبانيا تدعو لمواجهة رسوم ترامب

تدفع إسبانيا نحو حشد الأوروبيين وراء رد موحد على الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
كشف كارلوس كوربو، وزير الاقتصاد والتجارة والصناعة في إسبانيا إن بلاده تسعى للدفع نحو خطة طوارئ على مستوى الاتحاد الأوروبي ضد تعريفات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتشمل هذه الخطة دعم القطاعات الأكثر تأثراً بتعريفات الرئيس الأمريكي الضخمة. وأضاف خلال مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو"، قبيل اجتماع وزراء تجارة الاتحاد الأوروبي اليوم الإثنين، إنه "يجب أن يكون هناك بعد أوروبي لدعم الشركات والصناعات التي قد تتأثر بإدارة ترامب".
وتأتي تصريحاته في وقت يفكر فيه الاتحاد الأوروبي في كيفية الرد على التعريفة الجمركية بنسبة 20% التي أعلنها ترامب ضد التكتل الأسبوع الماضي، كجزء من تعريفة على جميع شركاء أمريكا التجاريين والتي سترفع الحواجز التجارية إلى أعلى مستوياتها في أكثر من 100 عام. من المتوقع أن تدخل الرسوم الانتقامية حيز التنفيذ بعد غد الأربعاء.
وفي إسبانيا، يتوقع أن يكون قطاع الأغذية الزراعية الإسباني هو الأكثر تأثراً، بما في ذلك منتجو زيت الزيتون والنبيذ.
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز عن حزمة مساعدات حكومية بقيمة 14.1 مليار يورو (15.4 مليار دولار) للصناعة لتقليل تأثير التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب على الاقتصاد المحلي. لكن كوربو أشار إلى أنه من الضروري تكرار هذه الخطة الوطنية وتوسيعها لتشمل مستوى الاتحاد الأوروبي، وأنها ستكون إحدى طلبات مدريد خلال الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ.
البعد الأوروبي
وشدد كوربو في المقابلة على أن "البعد الأوروبي أمر أساسي في العديد من الجوانب". ووفقا لتقرير "بوليتيكو"، فإن المفوضية الأوروبية تجري مناقشات مع ممثلين من قطاعات السيارات والصناعات الدوائية والفولاذ والألومنيوم في الأيام المقبلة لتقييم الأضرار التي ستسببها تعريفة ترامب.
وأضاف كوربو أنه "في حال فرضنا في النهاية تعريفات جمركية على المنتجات الأمريكية، فإن الإيرادات ستذهب في الغالب إلى ميزانية الاتحاد الأوروبي أيضاً. لذلك سيكون هناك مجال لتوفير هذا الدعم الضروري لشركاتنا وصناعاتنا - ليس فقط من حيث تقليل التأثير، ولكن أيضاً من حيث مساعدتها في البحث عن أسواق أخرى لتنويعها والعثور على مجالات جديدة أيضاً."
وكان رئيس التجارة في الاتحاد الأوروبي ماروش شيفكوفيتش قال في وقت سابق إن الوزراء سيناقشون "كيفية منع تحول التجارة المحتمل وكيفية التأكد من أن (نظام التجارة الأوروبي) سيوفر الدعم والخدمات الملائمة للشركات الأوروبية في هذا الوضع الصعب للغاية".
تهديدات مبطنة
في حين دعا خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى عدم تصعيد التوترات مع الولايات المتحدة، إلا أن الوزير الإسباني لم يستبعد استهداف التجارة في الخدمات، بما في ذلك من خلال ضرب وادي السيليكون وول ستريت.
وأضاف أن التكتل يجب أن يستفيد من جميع الأدوات المتاحة لديه، بما في ذلك "أداة مكافحة الإكراه" -وهي واحدة من أقوى أدوات التجارة في الاتحاد الأوروبي وتسمح للتكتل باتخاذ تدابير بعيدة المدى مثل تقييد حقوق الملكية الفكرية.
وقال: "أولوية الأولى عند الدخول في هذه المناقشة يجب أن تكون حماية أو تقليل الضرر على صناعاتنا ومنتجاتنا الخاصة، في كل شيء، في كل إجراء نتخذه ونقرره".
وأضاف: "هذا يعني أنه يجب علينا استكشاف استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا. هذا أمر مؤكد. لا ينبغي أن نستبعد أي شيء".
وتابع: "أداة مكافحة الإكراه موجودة لاستخدامها في حال وجدنا أنها ضرورية. ولكن مرة أخرى، الرسالة التي يجب أن يتخذها الاتحاد الأوروبي اليوم هي رسالة إيجابية".