جراناديلا الإسبانية.. معجزة العرب التي تحولت لمدينة أشباح
خطأ في التقدير حول موقع أثري يعود إلى القرون الوسطى في إسبانيا إلى مدينة أشباح، وترك جرحا لم يندمل حتى اليوم.
ففي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي، كان كل شيء على ما يرام في مدينة جراناديلا المحصنة التي تعود إلى القرون الوسطى في إسبانيا.
لكن بعد ذلك قررت الحكومة أن تجلي جميع سكان البلدة البالغ عددهم 1000 نسمة بسبب مشروع سد ضخم، بعد تقديرات بأن المياه ستغمر البلدة بالكامل.
لكن جراناديلا لم تغمرها المياه مطلقًا، ولا يزال سكانها السابقون يعانون من عواقب إعادة توطينهم القسرية حتى يومنا هذا.
وبعد إجلاء السكان بسنوات وعدم وصول المياه إلى المدينة تم فتحها فقط للتفقد، إذ يمكن لأولئك الذين يزورون جراناديلا في غرب إسبانيا، المشي بحانب أسوار المدينة أو التنزه في الشوارع المرصوفة بالحصى أو الاستمتاع بالمنظر من برج القلعة.
ولكن في المساء تغلق بوابات المدينة مرة أخرى، لأن لا أحد يعيش في مدينة الأشباح منذ طرد جميع السكان بالتزامن مع مشروع السد قبل عقود طويلة.
ووفق موقع "ترافل بوك" الألماني، جرى تأسيس جراناديلا على يد العرب في القرن التاسع، إذ كانت المدينة تقع في موقع استراتيجي على طريق التجارة والسفر القديم في المنطقة.
وعلى مر القرون، تغيرت المدينة عدة مرات واليوم تعد جراناديلا واحدة من البلدات الإسبانية القليلة التي لا تزال جدرانها القديمة والتاريخية سليمة حتى اليوم.
وفي الخمسينيات من القرن الماضي، قرر الديكتاتور الإسباني الراحل فرانكو إنعاش المناطق الريفية في إسبانيا اقتصاديًا من خلال إنشاء العديد من الخزانات.
وكان أكبر هذه المشاريع هو سد جابريل جولان الذي يحبس خزان ضخم على مجرى نهر "Alagón".
وفي عام 1955، أصدرت السلطات مرسوماً يفيد بأن جراناديلا كانت في منطقة فيضان وبالتالي كان لا بد من إخلائها من السكان، وهو ما حدث بالفعل، وتحولت إلى مدينة أشباح.
ورغم مرور عقود على إخلاء المدينة، لم يتجاوز سكانها تجاوز هذه اللحظة الصعبة، إذ يجتمع السكان السابقون وذريتهم في المدينة مرتين في السنة. في يوم الافتتاح، الأولى في 15 أغسطس، حيث يحضرون قداسًا في كنيستهم القديمة.
وفي ١ نوفمبر/تشرين ثاني من كل عام، يجتمع السكان السابقين وذريتهم مرة أخرى، لزيارة أحبائهم المتوفين في مقبرة جراناديلا.