كأس أمم أوروبا 1964.. إسبانيا تلتهم السوفيت في حضرة "الديكتاتور"
شهد عام 1964 تتويج منتخب إسبانيا بلقب كأس أمم أوروبا للمرة الأولى في تاريخه.
قصة تتويج إسبانيا بثاني نسخة من كأس الأمم الأوروبية والتي أقيمت على ملاعبها في مدينتي "مدريد" و"برشلونة" حملت طابعاً سياسياً نوعاً ما.
أوامر الدكتاتور
إسبانيا بزعامة الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو كانت اعتذرت عن خوض منافسات كأس الأمم الأوروبية عام 1960، وتحديدا مواجهة الاتحاد السوفيتي في مرحلة ربع النهائي.
فرانكو أمر لاعبي منتخب إسبانيا بالبقاء في البلاد وعدم السفر إلى العاصمة "موسكو" لخوض لقاء ذهاب ربع النهائي ضد الاتحاد السوفيتي يوم 29 مايو/ أيار 1960.
وكشف ألفريدو دي ستيفانو نجم إسبانيا وريال مدريد وقتها أنه عندما سأل رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم عن السبب في عدم السفر، رد عليه، قائلا: "القرار اتخذ من قبل من هم أعلى منا، لن نذهب لموسكو، فرانكو قرر".
اعتذار المنتخب الإسباني، ترتب عليه اعتباره منسحبا من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا"، وهو ما مهد الطريق بعد ذلك لمنتخب الاتحاد السوفيتي للتتويج بأول نسخة من كأس أمم أوروبا.
الانتقام الإسباني
وبعد 4 سنوات، نظمت إسبانيا النسخة الثانية من كأس الأمم الأوروبية، والتي جاءت بنفس نظام النسخة الأولى ولكنها شهدت بعض التغييرات.
النسخة الثانية من اليورو، شهدت مشاركة 29 منتخباً بزيادة 12 منتخباً عن النسخة الأولى التي شارك بها 17.
منتخبات إنجلترا وهولندا وإيطاليا شاركت في التصفيات لأول مرة، بينما تأهل لنصف النهائي، الاتحاد السوفيتي والمجر والدنمارك وإسبانيا.
وتأهلت إسبانيا البلد المنظم والاتحاد السوفيتي حامل اللقب للنهائي، بالفوز 2-1 و3-0 على المجر والدنمارك توالياً في نصف النهائي.
وأقيم النهائي يوم 21 يونيو/ حزيران في حضور الديكتاتور فرانكو و79 ألف متفرج، لتنجح إسبانيا في الثأر من الاتحاد السوفيتي البطل الأول للمسابقة بالفوز 2-1، عبر هدف قاتل سجله اللاعب مارسيلينو مهاجم ريال سرقسطة، وذلك قبل النهاية بـ6 دقائق.