إسبانيا تكتشف كنزا أيبيريا من مئات القطع الذهبية يعيد كتابة التاريخ

في إسبانيا، وتحديدًا في بلدة ريكوينا القريبة من فالنسيا، أزاح اكتشاف أثري الستار عن فصل جديد من تاريخ شبه الجزيرة الأيبيرية.
فقد عثر عمال بناء، بالصدفة، على كنز مذهل يضم مئات القطع الذهبية تعود إلى أكثر من 2500 عام، في مشهد وصفه الخبراء بأنه أشبه بعودة "شمس مدفونة" إلى السطح بعد قرون من الغياب.
الاكتشاف وقع أثناء أعمال حفر روتينية، حين اصطدم العمال بمخبأ قديم استدعى تدخل السلطات الإسبانية على الفور. وبحضور علماء الآثار، تبيّن أن الأمر يتعلق بكنز أيبيري استثنائي، يحمل بين طياته شواهد صامتة على عظمة حضارة ازدهرت في شرق إسبانيا، وكانت جزءًا مهمًا من شبكة التبادلات التجارية والاقتصادية في العصور القديمة.
الخبراء أكدوا أن جودة هذه العملات وزخارفها الدقيقة تعكس مكانة ريكوينا كمنطقة محورية في تجارة النقود آنذاك. أما خوسيه راميريز، المؤرخ المحلي الذي تعود جذوره إلى البلدة، فاعتبر أن الكنز يتجاوز قيمته المادية ليجسد رابطًا حيًا مع أساطير الأجداد. وقال بانفعال: "كأننا نلمس التاريخ بأيدينا، فهذا الكنز يجعل روايات المحاربين والتجار الأيبيريين تنبض بالحياة من جديد".
القطع المكتشفة تخضع حاليًا لتحليلات دقيقة لفهم أصولها بشكل أفضل، بدءًا من دراسة النقوش والرموز وحتى تقنيات سك العملة، مع مقارنتها باكتشافات مشابهة من الحقبة نفسها. ويتوقع الخبراء أن تفتح هذه الدراسات آفاقًا جديدة لفهم شبكات التجارة القديمة وربما إعادة كتابة بعض صفحات التاريخ الأيبيري.
ورغم قيمته الأكاديمية، يفتح الكنز أيضًا أبوابًا سياحية وتعليمية واسعة. إذ تعكف السلطات على دمجه في برامج مدرسية محلية لتعزيز وعي الأجيال الجديدة بتاريخ أجدادهم، فيما قد يشكّل في المستقبل وجهة جاذبة للباحثين والسياح من مختلف أنحاء العالم. بهذه الصورة، يتحول الاكتشاف إلى إرث وطني يضيء الماضي ويُلهم الحاضر والمستقبل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA=
جزيرة ام اند امز