كمامة نائب إسباني تصاب بأعراض التوتر بين الرباط ومدريد
كمامة تحمل علم المغرب ارتداها نائب إسباني أشعلت غضبا لم يخمد بصفوف اليمين المتطرف بالبلد الأوروبي، في تصعيد بلغ حد نعته بـ"الخائن".
النائب عن الحزب الشعبي في إسبانيا، أنطونيو جونزاليس، ارتدى كمامة تظهر علم المغرب، وذلك خلال جلسة برلمانية لمراقبة الحكومة، في لقطة سرعان ما استثمرها التيار المتطرف ليدخله إلى قفص الاتهام.
ومع أن تقارير إعلامية قالت إن ارتداء الكمامة كانت مجرد حركة من النائب بهدف توجيه إشارة إلى الرباط، إلا أن أنصار حزب "فوكس" اليميني اعتبروها "خيانة".
ومن كواليس الحزب، انتقل الجدل إلى العالم الافتراضي، حيث تعرض النائب إلى هجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووصفه مغردون بأنه "خائن" وأنه "باع نفسه للمغرب".
فيما اعتبر آخرون أن النائب ارتدى الكمامة لمهاجمة حكومة بلاده أيضا.
ووفق إعلام إسباني، فإن العلم المغربي يختلف عن ذلك الذي ظهر على الكمامة التي ارتداها النائب الإسباني، إلا أن لونها والنجمة دفعت أنصار الحزب إلى مهاجمته.
واستبعد متابعون أن يرتدي سياسي شعبي كمامة تحمل علم المغرب لبعث رسالة إلى الحكومة، رغم إقرارهم بأن كل شيء يظل ممكنا.
وتشهد العلاقات المغربية الإسبانية توترا غير مسبوق، وذلك منذ استقبال مدريد زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي.
وكانت الرباط قد استدعت، الشهر الماضي، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن "سخطها" بسبب استضافة بلاده غالي الذي تعتبره "مجرم حرب"، لتلقّي العلاج على أراضيها.
وقالت وسائل إعلام إسبانية إن مدريد سمحت لزعيم جبهة البوليساريو بدخول التراب الإسباني بهويات مزيفة مرات عديدة.
وفي الوقت الذي تُصر فيه الخارجية الإسبانية على أن استقبال غالي كان لدواعٍ إنسانية محضة، ظهرت مُعطيات جديدة تُفند هذه الرواية، مُؤكدة أن الرجل سبق له أن دخل التراب الإسباني ست مرات منذ 2018.
ويبدو أن غالي اعتاد دخول الأراضي الإسبانية بهويات مزورة وأوراق سفر مُزيفة، وذلك هربا من القضايا التي تُلاحقه أمام القضاء الإسباني.