أسد بلا أنياب.. هل فقد منتخب إسبانيا مكانته بين صفوة أوروبا؟
منذ اعتزال وتراجع مستوى أغلب نجوم الجيل الذهبي بين عامي 2008 و2012، يواصل منتخب إسبانيا رحلته بحثا عن العودة بين صفوة أوروبا.
قبل 13 عاماً من الآن، لم يكن أكبر عشاق منتخب إسبانيا يحلم أن يُتوج بـ3 بطولات كبرى، منها كأس العالم، بالإضافة للقبين متتاليين لكأس أمم أوروبا، في إنجاز لم يحدث من قبل.
جيل إسبانيا الذهبي
ولكن بعد 2012، حين حققت إسبانيا كأس أمم أوروبا الثالث في تاريخها وعادلت ألمانيا، تراجعت النتائج بشكل مثير للتساؤول، حيث خرج "الماتادور" من الدور الأول لكأس العالم 2014، ثم ثمن نهائي يورو 2016، وبعدها الخروج من ثمن نهائي كأس العالم 2018.
إسبانيا منتخب يعاني من تذبذب في المستوى، فهم لم ينهاروا أمام الكبار بعد، لكنهم تراجعوا كثيراً وبات سقوطهم أمرا لا يمثل مفاجأة.
إيكر كاسياس وجيرارد بيكيه وأندريس إنييستا وتشافي هرنانديز وفرناندو توريس وديفيد فيا وتشابي ألونسو وسيسك فابريجاس كل تلك الأسماء لم يعد لها تواجد في قائمة الماتادور.
ورغم أن الجيل الحالي لإسبانيا يضم مجموعة من أفضل اللاعبين في العالم، لكنهم لا يمتلكون نفس شخصية الجيل الذهبي.
نجوم واعدة
هناك نجوم واعدة بالفعل، مثل ديفيد دي خيا وأوناي سيمون، حارس أتلتيك بلباو الإسباني، الذي يحظى بثقة المدرب لويس إنريكي.
خط الوسط مليء بالمواهب التي تسعى أوروبا كلها للتعاقد معها، بداية من رودري، لاعب مانشستر سيتي، مروراً بزميله فيران توريس، ومعهم تياجو ألكانتارا نجم ليفربول، وكوكي نجم أتلتيكو مدريد.
الهجوم يضم جيرارد مورينو، هداف فياريال وثاني هدافي الدوري الإسباني، ونجم يوفنتوس ألفارو موراتا، بالإضافة إلى بيدري لاعب البارسا.
أزمة هجومية
هجومياً، ظهر أن منتخب إسبانيا لا يزال يفتقد لنسخة ديفيد فيا وفرناندو توريس القديمة، والتي جلبت اليورو مرتين قبل نحو عقد من الزمان.
لعبت إسبانيا أمام السويد في أولى جولات يورو 2020 بطريقة بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الحالي، وهي السيطرة التامة والهيمنة عبر 419 تمريرة في الشوط الأول كرقم قياسي في اليورو.
ومع ذلك، أهدر موراتا فرصة تسجيل سانحة للغاية في الدقائق الأولى للشوط الثاني ضد السويد.
وعاب الهيمنة الإسبانية عدم التحضير للهجمات المرتدة للسويديين، حتى كاد ألكسندر إسحاق أن يسجل من إحداها، بالإضافة إلى غياب الثقة في إنهاء الهجمات.
فكرة أن تمتلك الكرة دون أنياب حقيقية ليست من صفات المنتخبات الكبرى، بل إن تلك النوعية من منتخبات المستوى الأول تلعب على فرصة وحيدة في اللقاء.
سداسية ألمانيا
وبالرجوع إلى الوراء قليلا، كان الفوز الساحق في ملعب "لا كارتوخا" على ألمانيا بـ6 أهداف نظيفة في ختام دور المجموعات من دوري الأمم الأوروبية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هو أفضل لحظة لمنتخب "الماتادور" في عهد إنريكي.
ولكن هذا الفوز كان خادعاً أكثر منه واقعياً، وعكس أكثر من قوة الإسبان ضعف المنتخب الألماني في أيام يواخيم لوف الأخيرة، وكان له دور في قرار رحيله عن المنتخب بعدما فشل في خلق جيل ما بعد المونديال.
الدليل أن ألمانيا خسرت قبل ذلك 2-4 و0-3 من هولندا في آخر 4 أعوام، وخسرت مرتين من فرنسا، بالإضافة للهزائم التاريخية في كأس العالم الماضية ضد كوريا الجنوبية والمكسيك.
إسبانيا على النقيض في مواجهات المنتخبات الكبرى في عهد إنريكي خسرت في ملعبها 2-3 من إنجلترا، مما أدى لخروجها من دوري الأمم الأوروبية في نسختها الأولى.
مباراة إنجلترا تلك كانت الأولى في تاريخ إسبانيا التي تستقبل فيها 3 أهداف بملعبها وكذلك أنهت سلسلة 38 لقاء بلا خسارة لإسبانيا في ملعبها.
هذه الأرقام تشكك في وجود إسبانيا بين منتخبات الصفوة في الوقت الحالي، خاصة بعد رحيل فيسنتي ديل بوسكي في 2016.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز