موجة غضب ضد قرصنة تركيا أجهزة مخصصة لإغاثة مدريد من الوباء
في الوقت الذي يتسابق فيه دول العالم لخدمة البشرية وإنقاذ الإنسانية من تفشي جائحة كورونا، ظهر النظام التركي بوجه آخر مستغلا الأزمات.
في الوقت الذي تتسابق فيه دول العالم للتكاتف وتنحية الصراعات السياسية والاقتصادية، في مواجهة تفشي جائحة كورونا، أظهر النظام التركي وجها مختلفا لكنه متسقا مع ممارساته بقرصنة شحنة طبية كانت في طريقها إلى إسبانيا لإنقاذ مرضى كورونا من خطر الموت.
تركيا تستولي على معدات طبية اشترتها إسبانيا من الصين
واجتاحت موجة من الغضب مواقع التواصل الاجتماعي في إسبانيا، عقب قيام النظام التركي بعملية قرصنة لشحنة تضم أجهزة تنفس صناعي ومستلزمات طبية، قادمة من الصين، لمواجهة أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد في البلد الواقعة غرب القارة الأوروبية.
الإسبان الغاضبون من الاستفزازات التركية تنوعت مطالبهم ما بين طرد سفير أنقرة في مدريد، وإعادة النظر في المساعدات المقدمة إلى نظام أردوغان من الاتحاد الأوروبي، بل وصل إلى اعتبار التصرف التركي بمثابة إعلان حرب.
فمن جانبه كتب الممثل والمذيع الإسباني المعروف آنخيل مارتين جوميز في تغريدة عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" قائلا: "ما فعله هؤلاء الأتراك منعدمو المشاعر والإحساس لا بد اعتباره إشارة بالغة للاحتجاج عليهم وعلى ما فعلوه".
وفي تغريدة أخرى للناشط السياسي الإسباني ألفيس بيريز قال: "تركيا تتعمد قتل مئات الإسبان بعد الاستيلاء على أجهزة التنفس التي كانت في طريقها إلى إسبانيا".
كما كتب الناشطة الحقوقية الإسبانية إنما سيكيا قائلة: "ما فعلته تركيا مع إسبانيا باستيلائها على أجهزة التنفس ليس له من تفسير عندنا إلا بإعلان الحرب على الأتراك".
ولم يقتصر الغضب الإسباني على الأشخاص بل امتد إلى الأحزاب السياسية، فمن جانبه غرد حزب "فوكس" عبر حسابه الرسمي على موقع "تويتر" قائلا: "هذا ما يحدث حينما تتعامل مع حكومة تنتهج أسلوب عصابات المافيا، حكومة لا تسعى إلا إلى السيطرة والاحتلال مثلما فعلت في اليونان، أو الاستيلاء على أجهزتك الطبية لتتركك وحدك في مواجهة وباء عالمي مثل وباء الكورونا.
وأضاف الحزب: "نرى أنه إذا ثبتت بالفعل مسؤولية تركيا (...) فإنه لا بد من طرد السفير التركي من أرض إسبانيا".
وقالت الناشطة الإسبانية كريستينا سيجي في تغريدة أخرى: "قالوا إنه في خلال أسابيع سيسمحون بخروج هذه الأجهزة إلى إسبانيا، وها قد مرت 4 أسابيع وقد مات نحو 11 ألف إسباني، وكل هذا والاتحاد الأوروبي يدفع لتركيا 2 مليار يورو كل عام، فهل سيستمر الاتحاد على هذا الوضع المؤيد لتركيا بعد ما فعلته مع إسبانيا؟".
وكتب الناشط السياسي الإسباني كارلوس جارثيا في تغريدة عبر حسابه قائلا:"تركيا تقوم باحتجاز أجهزة تنفس كانت متجهة إلى إسبانيا والحكومة تعتبر هذه الأجهزة مفقودة.. لا بد من التلويح باستخدام الفيتو لطردها إلى الأبد من دائرة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إن لم تسلم تلك الأجهزة".
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات الإسبانية متمثلة في وزارتي الخارجية والصحة لاستعادة الشحنة الطبية؛ فإن نظام أردوغان يتعنت بشكل مثير للاستفزاز، حيث تطالب أنقرة حكومة مدريد بالتنازل عن الأجهزة لعدة أسابيع، بحجة أنها تواجه أزمة في المعدات الطبية اللازمة لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد في تركيا.
وكان النظام التركي قد أفرج الأسبوع الماضي عن الجزء الخاص بشحنة الأقنعة الواقية والمطهرات الطبية، إلا أنه ما زال يحتجز الجزء الأهم في الشحنة وهي أجهزة التنفس الصناعي.
aXA6IDE4LjE5MS4yMDAuNDcg
جزيرة ام اند امز