"زاره الغرور" في الموسم الاستثنائي.. أسرار الهجوم على محمد صلاح
موسم استثنائي عاشه اللاعب الدولي المصري محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الإنجليزي، على مستوى ناديه ومنتخب بلاده.
وبينما حصد صلاح جوائز فردية عدة من بينها هداف الدوري الإنجليزي، مني بخسارة الدوري ودوري أبطال أوروبا وكأس الأمم الأفريقية، وأخفق كذلك في قيادة منتخب بلاده إلى كأس العالم في قطر 2022.
وعلى رغُم الشعبية الجارفة التي يحظى بها ابن قرية نجريج في دلتا البلاد، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة خصوصاً قبل نهائي دوري أبطال أوروبا، أمام ريال مدريد، هجوماً على "الملك المصري".
وحول هذا الأمر يرى الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي المصري في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" أن أسباب تراجع التفاف الشباب المصري حول محمد صلاح خلال الفترة الماضية، ترجع في المقام الأول إلى تصريحات اللاعب نفسه التي شابها عدم توفيق.
ويعتقد فروزير أن الشباب المصري التف لسنوات حول محمد صلاح، باعتبار أنه يشبههم بشكل كبير في المظهر والأسلوب والمعيشة، حتى بعد أن احترف وذاع صيته في العالم أجمع.
ولكن مع استمرار نجاحات صلاح وشهرته العالمية، تغيّرت نبرته وتصريحاته وأسلوبه ما أدى عكسياً إلى تغير نظرة المصريين إليه، باعتبار أن تصريحاته شابها الغرور من وجهة نظرهم، على حد قوله.
أما من يهاجمون محمد صلاح طوال الوقت، فيرى أنهم بشكل كبير، تابعين إلى فئات كارهة بوجه عام للشعب المصري، ولديها غيرة دفينة باتت معلنة ضد اللاعب، وتسعى إلى إحباط كل ما هو جيّد وهدم الصورة الجيدة لأي ناجح مصري بأي طريقة ممكنة.
ويشير إلى أن بعض المحيطين بالفرعون المصري، هم السبب الرئيس في تغيير طريقته وأسلوبه، عما اعتادت عليه الجماهير المصرية، ولهذا كان تغير البعض تجاهه تغيراً طبيعياً.
في السياق، ترى الدكتورة هبة عيسوي، أستاذ الطب النفسي في جامعة عين شمس المصرية، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن الحب الجارف الذي تمتع به محمد صلاح يرجع في المقام الأول والأخير إلى ما يعرف نفسياً بالتوحد مع النجوم.
وتعتقد أن الحالة التي اجتاحت ملايين المصريين والعرب، من توحد مع محمد صلاح لا تعتبر حالة مرضية بل هي تعتبر عرضاً لمرض، ذلك لأن عملية التوحد تجاه اللاعب جاءت من قبل محبيه تعتبر غير سوية.
وتفسر حالة الإحباط التي أصابت بعض الناس جراء عدم تحقيق الأهداف المرجوة من صلاح، رغم تواجده مثلاً مع المنتخب بأن بعض الجماهير تتعامل مع صلاح باعتباره نجماً هو المسؤول الكلي عما يصيب الفريق من خسارة أو نجاح، وأن وجوده يعني النجاح، ولهذا يثقل الكثيرون على صلاح، ويحملونه فوق طاقته رغم أنه في النهاية لاعب وسط فريق يؤدي كل منهم عمله.
واعتبرت عيسوي أن الهجوم من ما أسمتهم "المتوحدين مع النجم " ضد صلاح، هو هجومً شخصي على الذات من قبل الجماهير التي تعشقه، وسرعان ما تستكين الحالة من جديد، بعد أن يعود المرء إلى هدوءه ويفكر بروية وعقلانية.
وتقول: "في اللاوعي لدى الجماهير هناك حالة حب جارفة للاعب قابلها إخفاق كبير ما أدى إلى حالة من الحزن استوجبت حالة الهجوم على اللاعب كمن يهاجم نفسه".
أصعب ما في المشكلة بحسب عيسوي هو أن انعكاس هذا التحول، سيؤثر بكل تأكيد على اللاعب نفسه الذي يرى أن الجماهير التي رفعته إلى عنان السماء، هي نفسها من يهاجمه ويشوه صورته.