"سبايدر مان".. البطل الخارق يقود "مارفل" إلى اتجاه مظلم
الكاتب بن شايلد يناقش تأثير رحيل أهم أبطال عالم "مارفل" السينمائي على أحداث فيلم "سبايدر مان: بعيدا عن الوطن" Spider-Man: Far From Home
ناقش البريطاني بن شايلد، الكاتب المتخصص في شؤون الأفلام والسينما بصحيفة "الجارديان" البريطانية، تأثير رحيل أهم أبطال عالم مارفل السينمائي، وعلى رأسهم "أيرون مان" و"كابتن أمريكا"، على أحدث أفلام "سبايدر مان".
وبدأ بن شايلد مقاله عن أحدث أفلام عالم "مارفل" السينمائي "سبايدر مان: بعيدا عن الوطن" Spider-Man: Far From Home، قائلا: "من الواضح أن الاستوديو لا ينوي ترك الأدوات التكنولوجية التي ابتكرها توني ستارك (أيرون مان) تموت معه، إذ ظهرت كثير من أدواته في الفيلم الأخير، رغم وفاته في أحداث فيلم (أفنجرز: نهاية اللعبة) Avenger: Endgame".
ومن ضمن أدوات الذكاء الاصطناعي التي ابتكرها توني ستارك بدلة "ناتي" وجهاز يطلق عليه "إيدث"، وكلاهما ظهر ضمن أحداث فيلم "سبايد رمان"، الذي يعرض في السينمات حاليا، ويتناول مغامرة جديدة للبطل الخارق الذي يجسد شخصيته توم هولاند؛ لإنقاذ أصدقائه من الشرير ميستريو، ويلعب دوره جيك جيلنهال.
يرى شايلد أن "مارفل" تحاول ألا تغلق الباب نهائيا على عالم "أيرون مان"، سواء من خلال استخدام ابتكاراته التكنولوجية في أفلام أخرى، أو بالاستعانة بشخصيات ظهرت معه في أفلام أخرى، مثل هابي (جون فافرو)، وكيل أعماله الذي انتقل مؤخرا إلى سلسلة أفلام "سبايدر مان"، عقب ارتباطه عاطفيا بعمة بيتر باركر، ماري آن، ورغم محاولات مارفل الدؤوبة فإن الجمهور يفتقد "أيرون مان"، وبقية الأبطال الذين رحلوا في فيلم "أفنجرز: نهاية اللعبة"، ومن المرجح أن غيابهم سيغير عالم مارفل تماما.
انتهت سلسلة أفنجرز برحيل أهم الأبطال الخارقين الذين أحبهم الجمهور، وهم: أيرون مان (روبرت داوني جونيور)، بلاك ويدو (سكارليت جوهانسون)، فيجن (بول بيتاني)، وكابتن أمريكا (كريس إيفانز)، الذي ما زال حيا إلا أن سفره عبر الزمن حوله إلى عجوز متقاعد، أما البقية فالكل منشغل في حياته، حتى "سبايدر مان" قضى وقتا طويلا في فيلمه الأخير يتجنب تنفيذ أعمال فريق "أفنجرز"، قبل أن يتورط فيها رغما عنه في النهاية.
في عالم توفي فيه أغلب الأبطال الخارقين أو تقاعدوا، ومن تبقى منهم لا يهتم بقواه الخارقة، كان من الطبيعي رؤية "ميستريو" لملء هذا الفراغ، بصفته واحدا من موظفي توني ستارك السابقين، الذي يملك معرفة بأدواته وأسلحته التكنولوجية، لكنه يمتلك مخططا شريرا مستغلا أسلحة "ستارك" في إقناع العالم بأنه الوحيد القادر على إنقاذهم من هجوم غامض تشنه كواكب أخرى.
لا تنطلي خطط "ميستريو" الشريرة على نيد فيوري (مؤسس فريق أفنجرز) الذي يجهز "سبايدر مان" لسرقة الأضواء منه والتحول إلى خليفة "أيرون مان" المنتظر، بمساعدة تكنولوجيا جديدة يطلق عليها "إيديث"، ورغم أن الأمور تبدو في صالح البطل الخارق الذي يحصل على بدلة جديدة وحبيبة، فإن مشهد الختام يوحي بأن "سبايدر مان" سوف يجد نفسه في مكان مظلم قريبا.
بنهاية الفيلم، لا يبدو "سبايدر مان" بطلا خارقا كما كان يأمل، على العكس تماما، إذ يتسبب قتله لـ"ميستريو" في تحوله إلى شرير بأعين العامة، واقتناعهم بأنه قاتل فضائي حرمهم من بطلهم الخارق، وتزداد الأمور سوءا باستغلال رئيس تحرير الجريدة التي يعمل بها "سبايدر مان" الأوضاع ليكشف عن هويته الحقيقية، فيتحول إلى مجرم خارج القانون لا يجد مساعدة من أحد، خاصة بعد اكتشافه أن نيد فيوري ليس السبب في هذه الورطة وإنما كائن فضائي من كوكب آخر متنكر في هيئته.
مسار أحداث "سبايدر مان: بعيدا عن الوطن" يتحول إلى كارثة في النهائية وهو أمر منطقي، عندما تترك أداة تكنولوجية بقوة "إيديث" في يد مراهق، ربما في المستقبل يتسنى لـ"سبايدر مان" تبرئة اسمه، لكن حاليا لا يمكن الوثوق بأي شيء تقدمه "مارفل"، حسب بن شايلد.