دير شبيجل: مغامرة أردوغان في ليبيا ستنقلب ضده
ليبيا تبعد عن تركيا بنحو 1900 كيلومتر ونقل قوات إليها يحتاج إلى جهد لوجستي غير عادي وتكلفة مالية باهظة.
قالت مجلة دير شبيجل الألمانية إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لن يستطيع قلب مسار الحرب في ليبيا لصالح فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق بطرابلس، رغم إعلانه إرسال قوات إلى هناك.
وذكرت المجلة الألمانية ذائعة الصيت: "في جلسة خاصة الأسبوع الماضي، أعطى البرلمان التركي حكومة أردوغان الضوء الأخضر لإرسال قوات لليبيا".
وتابعت: "وبعد ذلك بوقت قصير، أعلن أردوغان تحرك قواته للبلد الشمال أفريقي، لدعم السراج، كما تخطط تركيا لإرسال جنرال كبير لمركز العمليات في طرابلس".
وأضافت أن هذه العملية ستكون تحدياً هائلاً للجيش التركي الذي يشن عدواناً بالفعل على سوريا، ويعاني نقصاً كبيراً في الأفراد والقيادات، خاصة في سلاح الجو؛ إثر الحملة القمعية التي يشنها النظام منذ محاولة الانقلاب في 2016.
ومضت قائلة: "ليبيا تبعد عن تركيا بنحو 1900 كيلومتر، ونقل قوات إليها يحتاج إلى جهد لوجستي غير عادي، وتكلفة مالية باهظة في ظل أزمة اقتصادية طاحنة بالبلاد".
ونقلت عن الخبير العسكري التركي "كان كاسبوغلو" قوله: "في حالة حدوث تصعيد في ليبيا، سيعاني سلاح الجو أزمات كبيرة".
ونبه إلى أن مقاتلات إف 16 التي يمتلكها الجيش التركي تحتاج إلى عمليات تزويد بالوقود في الجو، أكثر من مرة في طريقها لليبيا، مضيفاً: "كما تمثل المسافة الكبيرة بين البلدين مشكلة للقطع البحرية التركية".
دير شبيغل أشارت أيضاً إلى أن "المشير خليفة حفتر يحظى بتأييد إقليمي واسع ودعم روسي، ويسيطر بالفعل على معظم مناطق البلاد".
واستنتجت المجلة بقولها: "لن يستطيع أردوغان قلب مسار الحرب في ليبيا لصالح السراج".
وبالنسبة لأردوغان، فإن التدخل في ليبيا ينطوي على مغامرة خطيرة يمكن أن تنقلب ضده في ضوء الرفض الشعبي للعملية، وتكلفتها الباهظة في ظل أزمة اقتصادية طاحنة تعانيها البلاد.
وقبل أيام، أعلن أردوغان بدء تحرك وحدات من الجيش التركي إلى ليبيا لدعم حكومة فايز السراج.
وكان السراج والرئيس التركي قد وقّعا في يوم 27 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرتي تفاهم حول ترسيم الحدود البحرية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري.
وقوبلت تلك الخطوة برفض محلي وإقليمي ودولي كبير؛ حيث وصف البرلمان الليبي توقيع السراج ذلك بـ"الخيانة العظمى"، فيما طالب رئيسه جامعة الدول العربية والأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة الوفاق، وعدم أحقية السراج بتوقيع مثل تلك الاتفاقيات.
والأحد، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وحدات من الجيش التركي بدأت التحرك إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج.
وحذرت دول المنطقة والمجتمع الدولي من إرسال قوات تركية إلى ليبيا؛ حيث سيسهم ذلك في إشعال الأزمة الليبية وتصعيد إقليمي غير مسبوق.
وتنخرط تركيا في دعم حكومة فايز السراج بالعاصمة الليبية طرابلس، والتنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة التابعة له بالمال والسلاح، على الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي بحظر توريد السلاح إلى ليبيا منذ 2011.
ومنذ بدء عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش الليبي في أبريل/نيسان الماضي، لتحرير طرابلس من التنظيمات الإرهابية والمليشيات المسلحة أسقطت القوات المسلحة أكثر من 30 طائرة تركية مسيرة تابعة للمليشيات.
aXA6IDE4LjIyNC41My4yNDYg جزيرة ام اند امز