الرياضة المصرية الإماراتية.. 10 مشاهد لشراكة "سوبر" بطعم المونديال
تحظى العلاقات بين دولتي الإمارات ومصر بطبيعة أخوية ذات رونق خاص على كل الأصعدة، وبينها بالطبع الصعيد الرياضي.
ورغم البعد الجغرافي بين الدولتين الشقيقتين فإن العلاقات بينهما تحظى بخصوصية كبيرة، يغلفها التعاون والتكامل والتواصل الحضاري، الذي يرسم مصيرهما المشترك في كل مناحي الحياة، وهو الأمر الذي يتجلى بوضوح في مختلف المجالات، وبينها المجال الرياضي.
وشهدت العلاقات الرياضية بين الإمارات ومصر، على مدار 50 عاماً، العديد من المشاهد التي جسدت التعاون الوثيق بينهما في هذا المجال، والشراكة الاستراتيجية التي امتدت لمختلف الفعاليات والبطولات والأحداث الرياضية، برعاية سامية من قيادات البلدين.
وعلى مدار تلك السنوات الطويلة كانت هناك العديد من المشاهد التي جسدت بوضوح متانة العلاقات المصرية الإماراتية في المجال الرياضي على وجه الخصوص، والتعاون البناء بين الدولتين، وهي المشاهد التي نستعرضها في السطور التالية.
نشأة منتخب الإمارات
شهدت سنوات السبعينيات الأولى نشأة منتخب الإمارات، بالتزامن مع تأسيس الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، وكانت للمصريين إسهامات كبيرة في هذا الصدد، حيث كان ميمي الشربيني ومحمد شحتة نجما الكرة المصرية السابقان أول مدربين يتوليان قيادة الأبيض (1971-1974)، ويضعان نواته الأولى.
كأس العالم 90.. مونديال الصدفة السعيدة
بعد أقل من 20 عاما من تكوين منتخب الإمارات، سجل الأبيض حضوره في أكبر محفل عالمي لكرة القدم، وهو بطولة كأس العالم التي أقيمت في إيطاليا عام 1990.
وكان من حسن الصدف التي تجسد المصير المشترك بين الإمارات ومصر أن منتخب الفراعنة هو الآخر سجل حضوره في تلك النسخة من المونديال للمرة الثانية في تاريخه، بعد غياب 56 عاما وقتها، منذ مشاركته الأولى في مونديال 1934.
الإمارات.. قبلة المدربين المصريين
كان للمدربين المصريين حضور قوي مع الفرق الإماراتية فضلا عن المنتخب، مع بدايات انطلاق المسابقات المحلية في الدولة، حيث تولى الدكتور طه الطوخي، الذي يعتبر أول من رفع كأس الخليج خلال فترة تدريبه لمنتخب الكويت، تدريب فريق الأهلي (شباب الأهلي دبي حاليا).
وتبعه على المنوال ذاته العديد من المدربين المصريين أمثال الجنرال الراحل محمود الجوهري، والدكتور طه إسماعيل، وشاكر عبدالفتاح، ومحمد أبوالعز، ومحمود أبورجيلة وحسن شحاتة وطارق مصطفى، وصولا في السنوات الأخيرة إلى أيمن الرمادي وطارق السيد وغيرهم الكثير.
الإمارات.. نقطة انطلاق منتخب مصر نحو البطولات
كانت دولة الإمارات محطة شبه دائمة لمنتخب مصر في استعداداته للمشاركة في البطولات المختلفة، لا سيما بطولات كأس الأمم الأفريقية التي يحمل الفراعنة الرقم القياسي في التتويج بها برصيد 7 ألقاب، خاصة قبل الثلاثية الأخيرة (2006 و2008 و2010)، التي شهدت عدة معسكرات لمصر في الإمارات.
وكانت أبوظبي دائما هي نقطة إعداد منتخب مصر نحو التتويج بالبطولات المختلفة وتحقيق الإنجازات، تجسيدا للعلاقات الأخوية المتينة بين البلدين، والتي جسدتها كلمات بسيطة من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عقب فوز الفراعنة بأمم أفريقيا 2008.
وجاءت تلك الكلمات بالتحديد يوم 12 فبراير/شباط 2008، حيث كان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أول من استقبل منتخب مصر عقب فوزه بالبطولة للمرة الثانية على التوالي حينها والسادسة في تاريخه، وقال كلمته التي خلدها التاريخ على مر العصور "فوزكم بكأس أفريقيا إنجاز لكل العرب".
كما كانت الإمارات شاهدة مطلع العام الحالي 2022 على تحقيق الأهلي المصري برونزية كأس العالم للأندية للمرة الثالثة في تاريخه بعد الفوز على شقيقه الهلال السعودي بنتيجة كبيرة 4-0، مستفيدا من الدعم الجماهيري الكبير الذي وجده في مدرجات استاد آل نهيان والتي جعلته يلعب وكأنه في القاهرة.
مصر.. قبلة الأندية الإماراتية
تمثل ملاعب الإمارات ومصر قبلة مشتركة لمعسكرات الفرق والمنتخبات من الرياضات المختلفة في البلدين.
وتمثل مدن مصر المختلفة محطة سنوية شبه دائمة أغلب الأندية الإماراتية خلال معسكراتها الخارجية استعدادا لانطلاق كل موسم جديد من الدوري الإماراتي للمحترفين.
وامتدت أواصر العلاقات الرياضية بين البلدين من كرة القدم، إلى باقي الرياضات الأخرى، مثل كرة اليد وكرة السلة والكرة الطائرة والكاراتيه والمصارعة والملاكمة والمبارزة والسباحة وغيرها.
ماراثون زايد الخيري
من أبرز الفعاليات التي جسدت عناوين الشراكة والأخوة والتعاون بين مصر والإمارات ماراثون زايد الخيري الذي استضافته عدة مدن ومحافظات مصرية في أكثر من مناسبة بداية من عام 2005، حتى بات إحدى الفعاليات السنوية الثابتة خلال الفترة الأخيرة.
ويمثل الحدث الذي يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان إحدى الفعاليات الإنسانية الكبرى التي تخطت بأهدافها الخيرية السامية حدود الرياضة، لتمثل احتفالية سنوية خاصة، سواء أقيمت في أبوظبي أو نيويورك، أو أي مدينة مصرية مثل السويس أو الإسماعيلية أو الأقصر أو القاهرة.
السوبر المصري
حظيت الملاعب الإماراتية باستقبال العديد من المباريات المهمة سواء للفرق أو المنتخبات المصرية، ويمثل كأس السوبر المصري إحدى تلك المباريات المهمة التي باتت ضيفا عزيزا على ملاعب الإمارات في السنوات الأخيرة.
وأقيمت 4 نسخ حتى الآن من بطولة السوبر المصري في الملاعب الإماراتية، قبل أن يستضيف استاد هزاع بن زايد بعد أيام النسخة الخامسة يوم الجمعة 28 أكتوبر/تشرين الأول الحالي بين العملاقين الأهلي والزمالك.
وسبق أن أقيم السوبر المصري في الإمارات أعوام 2015 في استاد هزاع بن زايد، و2017 في استاد محمد بن زايد، و2018 في استاد هزاع بن زايد، و2020 باستاد محمد بن زايد.
السوبر الإماراتي.. استضافة تاريخية
وعلى النهج ذاته سارت بطولة كأس السوبر الإماراتي، حيث شهد عام 2016 حدثا تاريخيا بإقامة البطولة خارج الدولة للمرة الأولى في تاريخها، بالمواجهة التي جمعت الجزيرة بطل كأس رئيس الدولة، وشباب الأهلي بطل الدوري الإماراتي للمحترفين وانتهت بفوز الأخير 2-1.
وجسدت تلك الاستضافة عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين، لا سيما بعدما تكرر المشهد مجددا في نسخة 2018 من البطولة، عندما التقى فريقا العين والوحدة، وفاز أصحاب السعادة حينها بركلات الترجيح 4-3، بعد انتهاء المباراة بتعادل مثير بنتيجة 3-3.
إطلاق دوري المحترفين المصري
كانت دولة الإمارات شاهدة في أكتوبر/تشرين الأول الحالي على انضمام رابطة الأندية المصرية إلى منتدى الدوريات العالمية للمحترفين، إيذانا بدخول الدوري المصري عصر الاحتراف بعد محاولات كثيرة لذلك خلال السنوات الأخيرة.
وحضرت رابطة الأندية المصرية هذا الاجتماع السنوي للمرة الأولى، بالتزامن مع إقامته في دبي للمرة الأولى أيضا في تاريخ المنطقة.
اتفاقيات مثمرة نحو رياضة عربية رائدة
شهدت السنوات الأخيرة توقيع العديد من الاتفاقيات بين مصر والإمارات من أجل تعزيز التعاون الرياضي في كل صوره بين البلدين، لعل أبرزها مذكرة التفاهم التي تم توقيعها في 8 يونيو/حزيران 2015 بدبي، بين الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة في الإمارات ووزارة الشباب المصرية.
وتضمنت تلك المذكرة 10 بنود مهمة، تنص على أن يعمل الطرفان على دعم وتسهيل التعاون بينهما في مجالات الرياضة، وتقديم كل الإمكانات من قبل الأجهزة المعنية في الدولتين، لتحقيق هذا الهدف.
أضف إلى ذلك عشرات اتفاقيات التعاون والتآخي بين العديد من الاتحادات والمؤسسات والمنظمات الرياضية في البلدين لدعم ورعاية الرياضة بينهما وتوفير سبل الاهتمام بالمنتخبات الوطنية والكوادر الفنية في أكثر من لعبة.