دليل إلكتروني للمناطق المسموح بها اصطحاب حيوانات أليفة بإسبانيا
التعايش مع الحيوانات لا يقتصر على مكان محدد وهذا ما دفع ميكائيلا لإنشاء دليل إلكتروني يسمح باصطحاب الحيوانات الأليفة في إسبانيا.
من السهل تمضية الوقت ووضع الخطط للخروج برفقة حيواناتنا الأليفة، لوجود قبول لفكرة التعايش مع الحيوانات في بعض المناطق حول العالم، ومن هنا بدأت ميكائيلا دي لا ماثا مغامرتها قبل ٥ سنوات بإنشاء أول دليل إلكتروني كمبادرة للأماكن التي تسمح باصطحاب الحيوانات الأليفة في إسبانيا.
وأطلقت ميكائيلا اسم "سنيور بيررو" أو "السيد كلب" على مبادرة الدليل الإلكتروني، الذي يقدم معلومات عن الأماكن التي يمكن الاستمتاع فيها مع الكلاب في مدن إسبانية مختلفة؛ حيث تؤكد "أن الهدف هو التشجيع على قضاء وقت الفراغ مع الكلاب وتيسير الحياة لأولئك الذين يستمتعون أكثر حين يمكنهم اصطحاب حيواناتهم الأليفة خلال هذا الوقت".
وقالت ميكائيلا دي لا ماثا، وهي واحدة من أكثر المحبين للحيوانات، ودائما ما كانت وكلبها "كوليجا" يستمتعان معا بوقت الفراغ، ولكن أحيانا كان يصبح الأمر صعبا لوجود موانع من تواجدهما في مكان واحد: "لم تكن هناك معلومات مؤكدة حول الأماكن التي تسمح لنا نحن الاثنين بقضاء أوقات الفراغ؛ لذلك مثلي مثل كل مالكي الحيوانات الأليفة، كنت أقضي الوقت في الشتاء البارد في إحدى الشرفات".
ويضم الدليل: مطاعم، صالات سينما، صالونات تصفيف الشعر، فنادق، وسائل نقل، شواطئ، منازل ريفية، متاجر، منتجعات صحية، وأماكن أخرى تسمح بدخول الحيوانات الأليفة، كما أصبح للدليل تطبيق للهواتف الذكية يضم نصائح حول تربية الكلاب، وكذلك القوانين والمشروعات التضامنية الخاصة بها.
ولادة مشروع "السيد كلب"
الكلب كوليجا هو من أوحى لميكائيلا بفكرة إنشاء ذلك الدليل، حتى أن صورته أصبحت شعارا للشركة، وتقول: "تتبعنا معا أفضل الأماكن التي تسمح بدخول الكلاب، بفضل صبره وربطة عنقه الملونة، تعرفنا على المئات من هذه الأماكن".
وحاليا، بعد عام ونصف العام من خسارتها كوليجا، فإن "تيا" هي من تصاحب ميكائيلا، وهي كلبة صغيرة تبنتها وأصبحت رفيقتها المخلصة، كما كان سلفها.
وتضيف ميكائيلا: "هي مجنونة نوعا ما، وتغطي نفسها تماما بالوحل، ولكنها تتخذ وضعية للصور كما المحترفين، وزرنا معا الكثير من الأماكن التي تسمح بدخول الكلاب".
وتذكر ميكائيلا: "أنه حين تم السماح بدخول الكلاب في مترو برشلونة، حدثت ضجة كبيرة، وكذلك الحال في مدريد، حيث وُضعت في آخر عربة، وحين تأكد عدم تسببها في مشكلات، عاد كل شيء إلى طبيعته".
كما أكدت "أن المشكلة الأكبر تكمن في السفر لمسافات طويلة، والتي لا يسمح فيها بركوب الكلاب التي يتخطى وزنها 10 كجم"، وأوضحت: "من غير المفهوم ألا تلبي هيئة القطارات بإسبانيا هذا الطلب الذي يؤثر على آلاف الأشخاص، والذي سيدر دخلا كبيرا، هناك طلب وقع عليه 160 ألف شخص عبر شبكات التواصل الاجتماعي".
وبمرور الوقت، تشهد إسبانيا زيادة في عدد الأماكن المرحبة بالحيوانات، وعادة ما يرسم ظهور حيوان أليف البسمة على وجوه الناس الذين أصبحوا يفضلون الذهاب إلى هذه الأماكن.
وكذلك الأمر في مقاطعات وبلدات إسبانية أخرى، تكثر الأماكن التي تسمح لك باصطحاب كلبك معك أو المكوث في مكان بعض الوقت، مثل مالاجا، إشبيلية، فيجو، آ كورونيا، أو سرقسطة.
كما تبرز بعض المشروعات التي ينبغي أن يحتذى بها، مثل DOGspital، وهو المستشفى الذي أنشئ في جزيرتي إيبيزا وفورمينتيرا، ويسمح للكلاب بزيارة المرضى في غرفهم، وهو ما يحدث أيضا في كندا والولايات المتحدة، وهو ما يؤكد مدى أهمية الأمر لصحة أولئك الذين اعتادوا على تبني حيوانات أليفة.
وترى ميكائيلا أيضا "أنه من الضروري إجراء نقاشات في المدارس لتعليم كيفية التفاعل مع الحيوانات الأليفة وضمان حياة جيدة لها، وهذا ما سيصنع الفارق على المدى الطويل، ويجب سن قانون يحميها، فسوء معاملتها أمر شائع للغاية، ولكن يعاقب عليه في مرات قليلة جدا. من المؤسف أن تظل إسبانيا رائدة في التخلي عن الحيوان"، حسب قولها.
وفاء الكلاب
لا يوجد مخلوق أكثر وفاء من الحيوان الأليف، ولذلك من غير المألوف أن يتعرض لسوء المعاملة أو التخلي عنه، أو أن يضطر شخص ما للانفصال عنه لدخوله في واحدة من دور المسنين، وذلك ما يدركه القائمون على نزل برشلونة، الذي أنشئ عام 1993، ويفتح أبوابه للمسنين مع حيواناتهم الأليفة، سواء كزائرين أو مقيمين.
فقد عاشت داخل مبانيه كلاب وقطط وسلاحف وعصافير وأسماك، لبث السعادة في نفوس المقيمين من المسنين، الذين تحسنت أنشطتهم الاجتماعية وتجنبوا المرور بصدمات الانفصال، وأشعرهم ذلك بأن لهم فائدة.
وتؤكد مديرة النزل سيلفيا يوتش "أن الحيوانات دائما تتكيف بشكل جيد لأنها تكون سعيدة حيث يوجد مالكوها"، كما عبرت عن سعادتها لتمكن العاملين في النزل من اصطحاب حيواناتهم الأليفة.
وتقول: "الذين يمتلكون حيوانات منا يعرفون ما يعنيه أن تتمكن من الذهاب معه إلى كل مكان. أتمنى أن تفعل باقي الدور نفس الشيء، وإلا فلن نتمكن من استيعاب الجميع".
تمتلك هذه الدار الأختان إينيس وفيلي مورينو، حيث كان شغفهما بالحيوانات هو الدافع وراء ترحيبهما بها منذ اليوم الأول لإنشاء الدار، حيث تقول إحداهما "إنه في حالة وفاة أحد المقيمين، يتولى المركز مهمة إيجاد مالك جديد للحيوان الذي توفي صاحبه، ولكن حتى هذه اللحظة، يظل الحيوان مقيما في النزل".
وتنتشر في فالنسيا وكتالونيا الأماكن التي تسمح بدخول الحيوانات الأليفة إلى الشواطئ، وفي السياق نفسه، هناك حمامات سباحة عامة تسمح بدخول الحيوانات الأليفة لبضعة أسابيع، بمجرد انتهاء فصل الصيف.
ذلك يظهر أن المجتمع يتقدم نحو مستقبل أكثر احتراما للحيوانات، إلا أن ميكائيلا توضح في الختام "أنه ليس الجميع مستعدا لتبني حيوانات. فهو قرار يجب أن تحسبه كثيرا، ودائما أفكر في حياة جيدة للحيوان، وليس في كيف أنه سيسعد حياتك أو كم من الوقت سيكون رفيقك، أحيانا لا نستحقهم".
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز