إنفوجراف... هارولد مارتين.. "سنودن جديد" في أمريكا
المتهم عمل لمدة 20 عاما مع أجهزة أمنية واستخبارايتة وسرق ملفات مصنفة بأنها "في غاية السرية"
يواجه مواطن أمريكي عمل لحساب وكالة الأمن القومي ووكالات حكومية أخرى تهمًا بسرقة معلومات مصنفة "في غاية السرية".
والمتهم هارولد مارتين تم القبض عليه في 27 أغسطس/آب الماضي للاشتباه بأنه سرق "كمية هائلة" من البيانات والوثائق تصل إلى 50 ألف جيجا بايت، بما في ذلك أدوات حساسة لقرصنة حواسيب حكومات أجنبية، سلبها من الوكالة على مدى عشرين عاما.
ويواجه المتهم البالغ من العمر 52 عاما 20 تهمة تعاقب كل منها بالسجن عشر سنوات.
ولم يتثبت المحققون من أن هارولد مارتن نقل المعلومات إلى حكومات أو جهات أجنبية.
وضبطت الشرطة الوثائق والبيانات السرية في منزل المشتبه به وفي صندوق سيارته، كما عثرت على "ترسانة" من 10 أسلحة نارية بينها بندقية هجومية.
وتثير هذه القضية مخاوف وكالة الأمن القومي؛ إذ تذكر بقضية إدوارد سنودن الذي سرب وثائق كشفت عن حجم برامج التنصت والمراقبة التي تجريها الوكالة.
لكن على خلاف سنودن، لم يتهم مارتن بالتجسس، بعدما كان مدعون فيدراليون أعلنوا في أكتوبر الماضي أنهم يتوقعون طلب توجيه تهمة التجسس إليه.
وقالت مساعدة المدعي العام، ماري ماكورد، في بيان إن "مارتن خان الثقة التي وضعتها أمتنا فيه بسرقته وثائق سرية ومواد أخرى تتعلق بالدفاع الوطني، والاحتفاظ بها".
وأضافت أن "التهديدات الداخلية تشكل خطرا كبيرا على أمننا القومي، وسنواصل العمل بلا هوادة مع هيئات تطبيق القانون وشركائنا في الاستخبارات للتعرف على هؤلاء الأفراد وملاحقتهم ومقاضاتهم".
ومارتن عضو سابق في البحرية الأمريكية عمل مع وكالة الأمن القومي من خلال شركات متعاقدة أخرى بينها "بوز آلن هاميلتون"، الشركة ذاتها التي وظفت سنودن للعمل مع الوكالة.
وسرب سنودن في 2013 وثائق إلى وسائل الإعلام كشفت أن وكالة الأمن القومي طبقت برامج مراقبة سرية واسعة النطاق للتنصت على الاتصالات الهاتفية والإنترنت في الولايات المتحدة والعالم.
وعلى الإثر صدرت قوانين حظرت على الوكالة مواصلة عمليات التنصت هذه، غير أن العديد من المسئولين الأمريكيين اعتبروا سنودن خائنا، وهو اليوم يقيم في المنفى في روسيا.
وبحسب البيان الاتهامي، فإن الوثائق والمعطيات التي عثر عليها في حوزة مارتن تضم وثائق تتضمن تفاصيل حول كيفية تسلل وكالة الأمن القومي إلى كمبيوترات أجنبية، وكيف تتم حماية أنظمة الكمبيوتر الأمريكية.
كما تشمل معلومات حول أنشطة إرهابية ومتطرفة، ومعلومات من مصادر استخباراتية، وتقارير حول قدرات القوات الأمريكية على صعيد العمليات الإلكترونية والثغرات فيها.
والمعطيات التي ضبطت مصدرها وكالة الأمن القومي ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) والقيادة العسكرية الأمريكية الإلكترونية.