اتفاق السلام بجنوب السودان.. مخاوف من شظايا "الاستوائية"
حذرت مجموعة الأزمات الدولية من تداعيات التمرد وأعمال العنف الجارية في إقليم الاستوائية بجنوب السودان، على اتفاق السلام الموقع.
تحذيرٌ ناشدت المجموعة الدولية على أثره، شركاء جنوب السودان الإقليميين والدوليين بممارسة المزيد من الضغوط من أجل التوصل لاتفاق سلام بين الحكومة ومجموعة "جبهة الخلاص" الرافضة للاتفاق المنشط بقيادة الجنرال توماس سريلو سواكا.
ولا تزال مجموعة "جبهة الخلاص" التي لم توقع على اتفاق سلام في سبتمبر/أيلول 2018، تخوض حربا ضد الحكومة في معظم مناطق إقليم الاستوائية.
وفي تقريرها الذي وصلت إلى "العين الإخبارية" نسخة منه، اليوم الأحد، قالت المجموعة الدولية إن "أعمال العنف المتقطعة ستقود لتدمير المنطقة الاستوائية".
كما أن تلك الأعمال "ستؤدي إلى تشريد مئات الآلاف من المواطنين ودفعهم إلى دول الجوار، فضلا عن تعطيل الانتقال السلمي بجنوب السودان". وفق التقرير.
وعليه، اعتبر التقرير أن "الفشل في تحقيق السلام بإقليم الاستوائية سيجعل من الصعب على الأطراف الموقعة على اتفاق السلام المنشط تنفيذ بنوده على أرض الواقع في بقية المناطق بجنوب السودان".
وتابع" على الوسطاء والقوى الخارجية الضغط على الجنرال توماس سريلو سواكا زعيم جبهة الخلاص، و(رئيس البلاد) سلفاكير ميارديت رئيس دولة جنوب السودان لتوسيع نطاق عملية السلام الحالية، وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المتأرجح بينهما".
وفي هذا الصدد، حثت المجموعة الدولية، وهي منظمة بحثية دولية غير ربحية تهتم بمنع حدوث وتسوية النزاعات الدموية حول العالم، توماس سواكا، "على الالتحاق بعملية صناعة الدستور الجارية الآن في البلاد".
يُذكر أن "جبهة الخلاص الوطني" رفضت عام 2108 التوقيع على اتفاق سلام قاد إلى تشكيل حكومة وحدة في 2020.
لكن زعيم الجبهة وقّع بداية العام الماضي، على اتفاق وقف إطلاق النار مع الحكومة باعتباره جزءا من تحالف معارضة جنوب السودان، لكن لم يتم الالتزام به.
وفي عام 2019، انطلقت في العاصمة الإيطالية روما مباحثات للسلام بين حكومة جوبا ومجموعة من الفصائل الرافضة لاتفاق السلام، بقيادة سواكا، وفول ملونق أوان رئيس الجبهة المتحدة، وباقان آموم أوكيج رئيس الحركة الشعبية الأصل.
وجرت المباحثات بوساطة من جمعية "سانت إيديغو" التابعة للكنيسة الكاثوليكية، بهدف إلحاق تلك المجموعات بعملية السلام.
ويعرف جنوب السودان الذي انفصل عن دولة السودان عام 2011، حربا أهلية انطلقت في 2013 حين اتهم الرئيس سلفاكير ميارديت نائبه السابق رياك مشار بتدبير انقلاب.
غير أن اتفاق السلام الموقع في سبتمبر/أيلول عام 2018، نجح في إحداث تراجع كبير للمعارك دون أن تتوقف بشكل كامل.