عرض مسرحي عن مأساة سوريا يجذب المئات في إيطاليا
العرض تناول اللقاء التاريخي الذي جمع الملك الكامل سلطان المماليك في مصر مع القديس الإيطالي فرنسيس عام 1219 من خلال حكايتين متقاطعتين.
شهد منتدى ريميني للصداقة بين الشعوب المنعقد حاليا في مدينة ريميني الإيطالية تقديم العرض المسرحي "عين الشعراء" الذي يعكس مأساة الحرب في سوريا ويدعو إلى السلام وتشجيع التسامح وقيم العيش المشترك.
ويتطرق العرض الذي جذب مئات المشاهدين إلى اللقاء التاريخي الذي جمع الملك الكامل سلطان المماليك في مصر مع القديس الإيطالي فرنسيس عام 1219 ميلاديا من خلال حكايتين متقاطعتين.
وتقدم الحكاية الأولى الممثلة والمغنية السورية ميرنا قسيس التي تحكي كيف جاءت إلى إيطاليا بعد أن أدت الحرب في سوريا لتدمير بيتها ما دفع عائلتها المسيحية لتهجيرها إلى أوروبا.
وعبر حكايتها تتحدث عن نبع عين الشعراء في قريتها جبل الشيخ وكيف تفتقده، أما الحكاية الثانية فتقدمها الممثلة الإيطالية المسلمة خديجة فاليريا كولينا التي أعلنت إسلامها بعد أن راح ابنها الوحيد ضحية عملية انتحارية جرت في لندن هذا العام وكيف أسهمت هذه الواقعة في دفعها لتأسيس جمعية لمساعدة المهاجرين المسلمين على الاندماج في المجتمع الإيطالي.
ومن خلال تبادل الروايات تتذكر واحدة من البطلتين كيف أن لقاءهما يذكر باللقاء الذي يجمع الملك الكامل سلطان المماليك في مصر مع القديس الإيطالي فرنسيس عام 1219 ميلاديا.
ويساعد تأملهما المشترك في هذا الحدث التاريخي على خلق الفرصة لامرأتين في عصرنا؛ واحدة سورية والأخرى إيطالية، للقاء والتعرف على جرحهما المشترك نتيجة فقد الوطن والأبناء ومقارنة ما جرى لهما بما جرى في الماضي بين السلطان الكامل والقديس فرنسيس، ورغم أن هذا اللقاء، كما هو الحال اليوم، لا يغير من مصير العالم، فإنه بنى جسرا صغيرا متينا بين شخصين.
وفي المصادر التاريخية العربية والأوروبية من الصعب التعرف على تفاصيل اللقاء، غير أن نتائجه كانت واضحة في وقف القتال في الحملة الصليبية الخامسة بعد أن جاء القديس فرنسيس الأسيزي لمصر وعبر البحر المتوسط، وقدم نفسه كمسيحي بسيط وقبله أحد سفراء السلام الأكثر نفوذاً، ووجد ترحيبا من سلطان مصر والشام الملك الكامل ولفت اللقاء أنظار مؤرخين كثر في العالم.
ويقدم العمل المسرحي تأملات شعرية غنائية تستند إلى ترانيم المطربة اللبنانية فيروز وبعض آيات القرآن الكريم التي تقدم بجلال كامل حول معنى كلمة الحوار والأصل العميق للسلام.
وتظهر فيه مقولات مشتركة بين الدين الإسلامي والدين المسيحي تؤكد التسامح وقيم العيش المشترك، وترى أن الحرب هي نتيجة لفقدان هذه القيم وأن دعاة السلام في العالم يشتركون في مناهضة الحرب والقتال.
وجاء النص نتيجة ورشة عمل جمعت أفراد الفريق في متحف الأديان في بيرتينورو، بالتعاون مع جماعات الفرنسيسكان.
aXA6IDMuMTQ4LjExNy4yMzcg
جزيرة ام اند امز