حضر الناس وغابت عمليات الشراء.. أجواء العيد لم تحرك "ركود" أسواق غزة
تراجع الحركة الشرائية في قطاع غزة نتيجة طبيعية لمجتمع تصل فيه البطالة إلى 52%
لم تنجح أجواء عيد الفطر في تحريك الركود الذي تشهده أسواق غزة منذ شهور، في ظل أوضاع اقتصادية سيئة انعكست على عمليات الشراء والبيع.
حضر الناس وغابت عمليات الشراء.. بهذه الكلمات لخص تاجر الملابس محمود السيد الأوضاع في قطاع غزة في الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك.
وقال السيد لـ"العين الإخبارية": "من يشاهد حركة المواطنين وهم في الشوارع ويدخلون ويخرجون من المحال التجارية يعتقد أن الموسم جيد، ولكنها حركة مشاهدة لم تترجم إلى فعل شرائي".
- تخفيضات بلا جدوى!
وأشار إلى أن الحركة لا تزيد 5% عن الأيام العادية، رغم العروض والتخفيضات الكبيرة على أسعار الملابس.
ولا يختلف الحال كثيرا عند أسامة حمادة الذي يبيع ملابس أطفال في مدينة دير البلح.
وقال حمادة لـ"العين الإخبارية": "موسم العيد كان ينشلنا طوال العام، وكنا نجهز بضاعته قبل مدة، ولكن اليوم حركة الشراء شبه منعدمة الزبائن تدخل وتسأل عن الأسعار وتغادر، على الرغم من أن هامش ربحنا انخفض أكثر من 50%".
ووفق حمادة؛ فإن الكثير من الأهالي باتوا إما غير قادرين على الشراء بالمطلق أو يفضلون الشراء من البسطات الشعبية باعتقادهم أنها أقل سعرا، رغم الفارق في الجودة والتخفيضات الكبيرة التي نطرح بها بضائعنا".
- البسطات الشعبية
وقبل عيد الفطر بأسبوع تنتشر بسطات الملابس والحلويات والمكسرات وغيرها من بضائع العيد في شوارع قطاع غزة.
وقال علي أبوسليم صاحب بسطة لبيع الملابس الخاصة بالأطفال: إن بسطته تعود لصاحب محل اضطر لعمل البسطة لجذب الزبائن، مشيرا إلى أن الحركة الشرائية ضعيفة حتى على البسطات.
ورأى أن التدهور الاقتصادي والتقليصات على الرواتب سواء من موظفي السلطة أو حماس انعكس على الحال، والناس بالكاد تستطيع تأمين احتياجاتها الأساسية من المواد الغذائية.
وصرفت الحكومة الفلسطينية الخميس الماضي 60% من القيمة المقلصة التي تدفعها لموظفيها في قطاع غزة، بينما دفعت حماس 50% من رواتب موظفيها قبل نحو أسبوع.
المواطنة أم محمد كانت تقلب الملابس على إحدى البسطات وبرفقتها 3 من أبنائها، قالت: "إنها نزلت إلى السوق لعلها تجد شيئا لأطفالها الثلاثة بعد أن تحصلت على مساعدة مالية من إحدى الجمعيات الخيرية".
وقالت: "الأوضاع الصعبة، اخترت أصغر أطفالي لأحاول أن أجد لهم شيئا منخفض الثمن، نحن بالكاد نوفر لقمة العيش، فزوجي عامل وأغلب الأيام بلا عمل، ربنا رزقه مبلغا من متبرع عبر جمعية لشراء كسوة عيد للأطفال، والحمد لله على كل حال.
- الأزمات الاقتصادية
ويؤكد الدكتور ماهر الطباع، الخبير الاقتصادي، أن الأزمات الاقتصادية التي تضرب قطاع غزة انعكست سلبا على الحركة الشرائية حتى باتت بهذا الضعف.
وقال الطباع لـ"العين الإخبارية": "كل عام عن الآخر تزداد الأمور سوءا، نحن نتحدث عن 13 عاما من الحصار الإسرائيلي، وعاما من إجراءات السلطة (تقليصات الرواتب وإحالات الآلاف للتقاعد)، كل ذلك ينعكس على حركة الشراء".
وأشار إلى أن ازدحام الشوارع بالمواطنين قبيل حلول عيد الفطر أصبح من طقوس العيد، ولكن دون ترجمة لحركة شرائية حقيقية.
ووفق الطباع فإن تراجع الحركة الشرائية في القطاع نتيجة طبيعية لمجتمع تصل فيه البطالة إلى 52%، بواقع 300 ألف عاطل عن العمل، وفي أوساط الخريجين والشباب إلى نحو 70%، ومعدلات فقر تصل إلى 53% ومتلقي المساعدات إلى 80% وانعدام أمن غذائي يصل إلى ثلثي الأسر في القطاع.