بالصور.. انتعاش صناعة الرنجة والفسيخ في غزة قبل عيد الفطر
"العين الإخبارية" تلتقي مالك أحد معامل تجهيز الرنجة والفسيخ في غزة، الوجبات المفضلة على مائدة إفطار أغلب سكان القطاع في عيد الفطر.
من النرويج إلى غزة، رحلة طويلة ينتقل عبرها السمك المثلج ليحول إلى رنجة وفسيخ، الطعام الشهي الذي يفضله كثيرون على موائدهم أول أيام عيد الفطر في قطاع غزة.
وينهمك حسن عفانة ومساعدوه في معملهم لتجهيز أنواع متعددة من الرنجة والفسيخ، ويزداد العبء عليهم مع نهاية شهر رمضان.
ويقول عفانة لـ"العين الإخبارية": "منذ 5 سنوات نعمل في هذا المعمل لتأمين احتياج السوق المحلي من الرنجة (السمك المدخن) والفسيخ (السمك المملح)، بأسعار منافسة لهذه الأصناف المستوردة".
والرنجة والفسيخ من الأكلات الشهيرة جدا التي يفضل سكان غزة تناولها في أول أيام عيد الفطر؛ اعتقادا بأنها تساعد على فتح الشهية.
ووفقا لعفانة، يبدأ العمل على تجهيز الرنجة منذ بداية شهر رمضان؛ لتحضير كميات تناسب إقبال الجمهور الفلسطيني عليها قبيل حلول عيد الفطر، فلا توجد مائدة إفطار في يوم العيد جنوب قطاع غزة ووسطه تخلو من طبق الرنجة أو الفسيخ.
يبتسم وهو يصدر توجيهاته للعاملين لتجهيز كمية جديدة من الرنجة: "هذا موسم خير وبركة لنا، لدينا أجهزة وينقصنا بعض المعدات، ونريد من الجهات المختصة في وزارة الاقتصاد حماية منتجاتنا، خاصة أن لدينا القدرة على تلبية احتياجات كل قطاع غزة بسعر أقل من المستورد من 50 لـ60%".
عملية التجهيز تبدأ باكرا، وفق عفانة، باستيراد كميات كبيرة من سمك التونة المثلجة من النرويج، وعندما تصل تبدأ رحلة التجهيز عبر تسييحها واستكمال العملية الفنية لتحويلها لطعام بنكهة استثنائية لا يمكن للغزيين التنازل عنها.
ويقول أحمد أبونقيرة، أحد العاملين في هذه المهنة، إن تجهيز الرنجة يبدأ بتنظيف سمك التونة المُثلج وإخراج أحشائه، مع وضع الملح داخله لـ24 ساعة على الأقل خارج الثلاجة؛ ومن ثم غسل السمك جيدا وتعليق كل سمكة من الذيل بدبوس حديدي، ووضعها متوازية فوق قضبان حديدية داخل فرن حديدي مستدير الشكل.
ويوضح أن الفرن يوقد بالفحم والنجارة، وكل فرن يستوعب نحو 40 كجم على ارتفاع متر تقريبًا عن النار، بحيث يُغلق البرميل بإحكام على الأسماك لعدم السماح بمرور الهواء؛ كي لا تشتعل النار مُجددا ويفسد السمك، وتبقى تلك الأسماك ما يقارب الساعة والنصف بحيث يتخلل إليها الدخان ويمنحها مذاق الرنجة، ويحول لونها من الأبيض إلى الأصفر ومن ثم تخرج وتعبأ لتكون جاهزة للزبائن.
أما بالنسبة للفسيخ، فهناك عدة أنواع من الأسماك تستخدم لهذا الغرض، وفق عفانة، منها: البوري والجرع والجنوي والتركي والدنيس.
والفسيخ هو عبارة عن سمك مملح يخزن بعيدا عن الهواء الطلق لمدة شهر أو يزيد حسب نوعه، وتعود أصول تلك الوجبة إلى الفراعنة المصريين.